- كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفقراء والمساكين ويتألم لواقعهم ويحزن لشدة فقرهم، ولم يبخل عليهم بما يملك من مال ومتاع الدنيا .
- ومن المواقف التي تدل على ذلك ما يلي :1- أنه كان يحزن ويتغير وجهه عندما يرى أناس ذو فاقة ومحتاجين : - عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار (يلبسون كساء من صوف مخطط) أو العباء (جمع عباءة)، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر (تغير) وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالا فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} (النساء: 1)، والآية التي في الحشر: {اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله} (الحشر: 18) .
-فتصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة، قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل (يستنير فرحا وسرورا) كأنه مذهبة.
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) أخرجه مسلم.
2- وكان صلى الله عليه وسلم إذا أهدي إليه طعام لا يأكله حتى ينادي على فقراء المسلمين ليأكلوا معه وهم ( أهل الصفة ) والذي يدل على ذلك حديث أبو هريرة رضي الله عنه حيث يقول فيه: ألله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر فلم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: يا أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الحق ومضى فتبعته، فدخل، فاستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدح، فقال: من أين هذا اللبن؟ قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: يا أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله، قال: خذ فأعطهم قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده،
فنظر إلي فتبسم، فقال: أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله، قال: بقيت أنا وأنت قلت: صدقت يا رسول الله، قال: اقعد فاشرب فقعدت فشربت، فقال: اشرب فشربت، فما زال يقول: اشرب حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكا، قال: فأرني فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة: أخرجه البخاري في صحيحه.
3- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشجع الفقراء على العمل ويطلب منهم أن لا ينتظروا الصدقة من الناس.- فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله[16]، فقال: «أما في بيتك شيء؟»، قال: بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء قال: «ائتني بهما». قال: فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال: «من يشتري هذين»، قال رجل: "أنا آخذهما بدرهم"، قال: «من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا»، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال:
«اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فأتني به»،
فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال له:
«اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما»، فذهب الرجل يحتطب ويبيع؛ فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع» أخرجه أبوداود وابن ماجه .
- المصادر :
1-
موقع طريق الإسلام 2-
موقع إسلام ويب