النبي صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا في جميع أمورنا ونواحي حياتنا، ونحن كمسلمين ما يجدر بنا هو أن نقتدي بنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في ما فعل وحتى في قراءته للقرآن وأن نراجع أنفسنا وقراءتنا ونحسن منها قدر المستطاع.
- كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس تلاوةً للقرآن الكريم، وأحسنهم تطبيقًا لأحكامه، وأحلاهم صوتًا، وأكثرهم خُشوعًا، وقد طبق أمر الله تعالى حين قال: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]، وكذلك حين قال عز وجل: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106]، أي لتقرأه على مهل وترسل وتدبر.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن وزاد غيره يجهر به.: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن" رواه البخاري، أي يتدبر في قراءته ويرتله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ قراءة مفسرة من شدة إتقانه وتدبره، وكان يقطع قراءته آية آية، أي يقرأ (الحمد لله رب العالمين) ثم يقف، ثم يقرأ (الرحمن الرحيم) ثم يقف لكي يعطي كل آية حقها، وكان يمد حروف المد، وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل قراءته، وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع القرآن من غيره، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قالَ لي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ قُلتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: فإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمعهُ مِن غيرِي فَقَرَأْتُ عليه سُورَةَ النِّسَاءِ، حتَّى بَلَغْتُ: {فَكيفَ إذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بشَهِيدٍ وجِئْنَا بكَ علَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} قالَ: أمْسِكْ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. رواه البخاري.
- آداب قراءة القرآن الكريم:
1. الطهارة والوضوء قبل قراءة القرآن.
2. التسوك، وقد ذكر الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري رحمه الله فقال: أن يستاك، وذلك تعظيم للقرآن الكريم؛ لأنه يتلو كلام الرب عز وجل؛ وذلك أن الملائكة تدنو منه عند تلاوته للقرآن، ويدنو منه الملك، فإن كان متسوكا وضع فاه على فيه ، فكلما قرأ آية أخذها الملك بفيه، وإن لم يكن تسوك تباعد منه؛ فلا ينبغي لكم يا أهل القرآن أن تباعدوا منكم الملك، استعملوا الأدب، فما منكم من أحد إلا وهو يكره إذا لم يتسوك أن يجالس إخوانه.
3. الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [النحل، 98].
4. التدبر والتفكر فيما يتلو: فعند المرور من آيات العذاب الإستعاذة منه، وعند المرور من آيات الجنة سؤال الله تعالى أن نكون من أهلها، وعند المرور من آيات الحديث عن الله عز وجل وصفاته العظمى نسبح الله تعالى.
5. سجود التلاوة عند المرور بالآيات التي تحوي سجودًا للتلاوة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار [رواه مسلم].
6. استقبال القبلة إن أمكن.
- وهذا ما يجب علينا أن نطبقه قدر الإمكان حتى نتأثر بالقرآن ونتغير به؛ فالقرآن هو المعجزة القادرة على التغيير بإذن الله لمن تدبره وعمل به واقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم في قراءته ، واتخذه منهجاً في حياته وسلوكه وتصرفاته.