هذا السؤال طويل ويحتمل جواباً طويلاً فقد روي في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، فهي من العبادات التي حرص الصحابة على مراقبة كيفية أداء رسول الله فنقلوا لنا كل صغير وكبير، لأنه عليه السلام أمرهم بالاقتداء بصلاته وأفعاله.
وسأحاول أن ألخص لك الكيفية التي رويت عن رسول الله في النقاط التالية:
1. كان رسول الله إذا حضرت وقت الصلاة فرّغ لها قلبه وعقله، وقام إليها كأنه لا يعرف أحداً من أهله كما قالت عائشة رضي الله عنها.
2. ثم كان يرفع يديه حذو منكبيه بحيث تكون أطراف أصابعه قريبة من أذنيه مستقبلاً ببطْنَي يديه القبلة ثم يكبر تكبيرة الإحرام ثم يضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره.
3. كان يقرأ دعاء الاستفتاح وقد روي عنه أكثر من صيغة في ذلك كلها جائزة، ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يبسمل ثم يقرأ الفاتحة.
4. إذا فرغ من قراءة الفاتحة رفع صوته وقال آمين، ثم يسكت سكتة يسيرة ثم يقرأ بعد الفاتحة ما شاء الله له أن يقرأ من سور القرآن وقد وري عنه أحاديث تبين السور التي قرأها أحياناً، وكان شأنه الإطالة في الفجر والتخفيف في المغرب والتوسط في العشاء والظهر والعصر.
5. ثم كان يرفع يديه حذو منكبيه مثل تكبيرة الإحرام ويكبر للركوع، ويجعل ظهره ورأسه مستقيمَيْن لا يخفضهما ولا يرفعها ويقول وهو راكع سبحان ربي العظيم.
6. ثم يرفع ظهره من الركوع ويرفع يديه حذو منكبيه ويقول سمع الله لمن حمده، ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أهل الثناء والحمد أحق ما قال الحمد وكلنا لك عبد..
7. ثم يكبر ويسجد على سبعة أعظم: الجبهة ومنها الأنف، واليدين والركبتين وأطراف القدمين، ويقول سبحان ربي الأعلى.
8. ثم يرفع رأسه ويجلس ويقول رب اغفر لي ثم يسجد مرة أخرى ثم يرفع رأسه.
9. ثم ينهض إلى الركعة الثانية معتمداً على قدميه فيصنع فيها كما صنع في الأولى، ثم يجلس للتشهد بحيث يفرش رجله اليسرى ويجلس عليها وينصب اليمنى فتكون أصابعها باتجاه القبلة.
10. ثم يقرأ التشهد (التحيات لله والصلوات والطيبات..) ثم يصلي على النبي (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم..).
11. ثم يدعو قبل السلام (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال)، ثم يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله.
12. وإذا كانت الصلاة رباعية فإنه كان ينهض بعد التشهد في الثانية ويرفع يديه حذو منكبيه، يصلي الثالثة والرابعة ولا يقرأ فيهما بعد الفاتحة شيئاً غالباً، وعند النشهد الأخير فإنه يجلس متوركاً بحيث يقعد على مقعدته ويخرج رجله اليسرى وينصب اليمنى.
ويمكنك للتفصيل النظر في كتاب صفة صلاة النبي عليه السلام للشيخ الألباني رحمه الله، ففيه بيان جيد، مع الانتباه أن بعض الاختيارات الواردة فيه هي اجتهاد الشيخ في فهم الدليل فقد يكون الراجح في بعضها خلافه.