هل يمكن أن يصلي القائم والمعتكف بأي محفوظ وأن كان قليلاً، ويعيده كل ركعة؟

2 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم يجوز ذلك ولا مانع منه.

وذلك أن الواجب في الصلاة هو قراءة سورة الفاتحة فهو الركن الذي لا يجوز ترك قراءته في الصلاة على الراجح، أما قراءة سورة بعد الفاتحة فهو سنة وليس بركن ولا واجب فلو لم يقرأ شيء بعد الفاتحة فصلاته صحيحة ولكنه خلاف الأولى.

وبناء عليه لو كرر سورة معينة أو آيات معينة في الركعتين فصلاته صحيحة لأن القراءة ليست واجبة أصلاً.

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كرر قراءة سورة الزلزلة في ركعتي الفجر، وهذا في صلاة الفريضة، فمن باب أولى جواز ذلك في صلاة النافلة لأن الأمر فيها أوسع من أمر الفرض.

فقد روى أبو داود في سننه عن معاذ بن عبد الله الجهني "أن رجلا من جهينة أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح {إذا زلزلت الأرض} في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنسي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدا"

وهذا الحديث من صححه بعض العلماء كالنووي وتكلم بعض العلماء في سنده.

وقد روي في الحديث الصحيح الآخر أن رجلاً أمره رسول الله على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم يعني يؤم بهم فيختم في كل ركعة قراءته بسورة قل هو الله أحد، فلما رجعت السرية ذكروا ذلك للنبي عليه السلام فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك"، فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن عز وجل وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال عليه السلام: أخبروه أن الله يحبه.

والحدي متفق عليه وفيه إقرار النبي للرجل على تكرار قراءة سورة الإخلاص كل ركعة وإن كان يقرأ معها غيرها.

ولكن أنصحك بأمور:

1. أن تحاول أن تحفظ المزيد من القرآن وتجتهد في ذلك ولا تقتصر طوال الوقت على تكرار نفس الآيات في الصلاة، ورمضان فرصة لذلك.

2. إن كانت الصلاة صلاة فرض فالأولى لك أن تقرأ غيباً مما تحفظ لاختلاف العلماء في حكم القراءة من مصحف في الصلاة، وكره ذلك كثير من العلماء كما روي عن الإمام أحمد لأنه لم يرد عن النبي ولا الصحابة ولا التابعين.

3. إذا كانت الصلاة صلاة نافلة كقيام الليل أو التراويح أو الضحى فيجوز أن تقرأ من المصحف وقد ذكر البخاري رحمه الله أن عائشة كانت تأمر خادمها ذكوان فيؤم بها ويقرأ من المصحف، وكان السلف يقرؤون في القيام والتراويح من المصاحف حتى إن الزهري رحمه الله قال: كان خيارنا الذين يقرؤون من المصاحف.

وقراءة من مصحف مع ختم القرآن وعدم الاقتصار على تكرار محفوظة في كل ركعة أولى وأفضل إن شاء الله، وفيه عدة ومصالح ومنافع منها: قراءة المزيد من القرآن وعدم هجرك باقي القرآن، تدبرك آيات أخرى، وعدم شعورك بالملل بتكرار نفس الآيات دائماً، وإعانتك على طول القيام في الصلاة والاجتهاد فيها وهو مطلوب في صلاة النفل.

وسواء كان ذلك بالقراءة من المصحف أو الجوال، وإن كان القراءة من المصحف أولى وأفضل ، لأن مجرد النظر في القرآن فيه أجر، والمصحف يعينك أكثر على الخشوع في الصلاة، بخلاف الجوال الذي قد يشتت انتباهك بما قد يرد له من الرسائل والتنبيهات.

والله أعلم 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٤ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم يجوز: - فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “قام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بآية من القرآن ليلة” وهذه الآية في سورة المائدة في قوله تعالى: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) [سورة المائدة: 118]، قام رسول الله فيها ليلة كاملة يسأل الله الشفاعة لأمته فشفعه الله فيها.

- ولكن الترداد لا يكون في صلاة الفرض، إنما يكون في صلاة النافلة وخاصة قيام الليل وأن يكون المصلي لوحده.

- فقد جاء في صحيح البخاري أن رجلا من الأنصار كان يؤمهم وكان كلما فرغ من قراءة الفاتحة بقراءة سورة (قل هو الله أحد) ويكررها وكان الذين يصلون خلفه يعلمون أن هذا من خيرهم وأفضلهم فكانوا يكرهون أن يؤمهم غيره ولكن مع ذلك كان في قلوبهم شيء من وراء تكراره لهذه السورة (قل هو الله أحد) فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله عن السبب فقال: إني أحبها قال: حبك إياها أدخلك الجنة!

- فمن خلال هذه النصوص الشرعية يتبين لنا جواز إعادة المحفوظ في كل ركعة - خاصة إذا لم يكن يحفظ غيره.

- وقيام الليل للمعتكف يجوز بأي آية أو سورة من كتاب الله تعالى أو حزب أو نصف حزب أو ربع حزب، ويجوز بأي سورة من القرآن مما يحفظ المسلم، وإذا كان لا يحفظ فيجوز له فتح المصحف والقراءة منه في الصلاة.

وأفصل صلاة للرجل بعد المكتوبة هي قيام الليل، وأفضل وقت لقيام الليل هو الثلث الأخير من الليل.
وقيام الليل هو من السنن المؤكدة عن حذيفة رضي الله عنه قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة. ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة. فمضى فقلت: يركع بها. ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها؛ يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبا من قيامه...) رواه مسلم.

 - كماتجوز القراءة من المصحف في التراويح لمن لا يحفظ من القرآن الكريم شيئاً، وقد كان ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها يصلي بها في رمضان من المصحف.
- والقراءة من الجوال أو (الهاتف) كالقراءة من المصحف - فلا بأس في القراءة منه سواء في الفرض أو السنة (صلاة التراويح) ولا شك بأن حمل مصحف صغير أفضل من الجوال

- قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع:
" لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة"
- وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل يجوز للإمام في أثناء الصلوات الخمس أن يقرأ من المصحف، وخاصة صلاة الفجر لأن تطويل القراءة فيها مطلوب وذلك مخافة الغلط أو النسيان؟ فأجاب:" يجوز ذلك إذا دعت إليه الحاجة وكان المصلي لا يحفظ من كتاب الله تعالى شيء.

- وعليه: فيجوز لك في صلاتك للنافلة وقيام الليل أن تقرأ من الجوال مباشرة أو من القرآن الكريم - خاصة إذا كنت لا تحفظ الكثير من كتاب الله تعالى - فتضع القرآن الكريم من الحجم الكبير أمامك على مكان عالٍ كإستاند أو نحوه وتفتحه على المكان الذي تريد أن تقرأ منه بحيث تقرأ في كل ركعة وجه (صفحة) دون أن تتحرك وتغير في الصفحات، وهكذا تصلي ركعتين ركعتين وفي كل ركعة صفحة.

- والأفضل للخشوع والتدبر أن يقرأ المسلم مما يحفظ من كتاب الله تعالى، وأن يطيل القراءة في صلاة القيام (الثلث الأخير من الليل) لأن هذا الوقت تتنزل فيه الرحمات من الرحمن، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل الصلاة في قيام الليل ويقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، وكان يخص البقرة أحيانا في القيام.

- ومن خلال تجربتي في شهر رمضان المبارك - حيث كان حظر شامل وكانت الصلاة في البيوت - فقد كنت أصلي التراويح مع زوجتي وأولادي في البيت وكنت أضع مصحفاً من الحجم الكبير أمامي على مكان مرتفع وأقرأ منه كل ركعة صفحة كاملة بحيث لا اضطر أن اقلب الصفحة إلا بعد انتهاء الركعتين، وكانت تجربة رائعة ولحظات إيمانية مباركة.

- وبرأيي استخدام المصحف للخشوع وللعين أفضل من استخدام الجوال وإن كان جائزاً، والله تعالى أعلم. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة