من أين جاءت المسبحة ومن أول من استخدمها وهل كانت موجودة قبل الإسلام

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أول من استخدم السبحة هو راهب يوناني يدعى"الأبؤس دي روبي"

وفي عام 1880 أطلق بابا روما "ليو الثالث عشر" على شهر تشرين الأول اسم "المسبحة المقدسة"،

- وتقول بعض الروايات في كتب التاريخ إن كهنة الصين والهند كانوا أول من ابتدع السبحة.

- وتُشير الدلائل التاريخية إلى أن ظهور السبحة الدينية لأول مرة كان في الهند. في بداية القرن الخامس قبل الميلاد، واستقى المسلمون الفكرة بإحتكاكهم مع الشعوب الهندية من خلال التجارة والفتوحات.

- وقد انتقلت فكرة السبحة إلى الجزيرة العربية قبل الإسلام من خلال القوافل التجارية التي كانت تأتي من الهند والصين. حيث كان الملاحون المسلمون ينقلون "العقيق" من غرب آسيا إلى مكة المكرمة ومصر، وحملوا الياقوت والعقيق والزمرد واللؤلؤ والمرجان إلى الصين، كما نقلوا الأساليب والتقنيات الفنية الإسلامية إلى الدول الإسكندينافية وأفريقيا والهند والصين.

- وأصل كلمة (المسبحة) اشتقت من كلمة التسبيح وتنقسم السبح إلى أنواع عدة، فمنها ما هو مصنوع من الأشجار ومنها ما هو مصنوع من الأحجار ومنها ما هو مستخرج من البحر. كما تنقسم إلى ثلاثة أقسام من حيث العدد فإما أن تكون 99 أو 66 أو 33 حبة.

- وعادة السبحة التي تُستخدم للتسبيح والأذكار تكون مصنوعة من أخشاب السنط والزيتون والصندل ونوى التمر، إضافة إلى العود.

- وفي بداية الدعوة الإسلامية والعصر الإسلامي لم تكن المسبحة موجودة، وفي هذا يقول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده".

- ولكن الصحابة استخدموا في عد الذكر والتسبيحات النوى والحصى والخيوط المعقودة.

-وأول ظهور للمسبحة في الإسلام كان في العصر الأموي حيث ظهرت السبحة وسيلة لتسبيح الله سبحانه وتعالى وأصحبت مع الوقت أحد مظاهر التقوى ووسيلة لتهدئة النفس.

حكم استخدام السبحة جائزة ولا حرج في استخدامها بشرط أن لا يكون في استخدامها رياء للناس. ولكن التسبيح بعقد الأصابع أفضل باتفاق العلماء.

فقد أقر وأجمع الفقهاء على أن التسبيح والذكر بالأصابع أفضل لما ثبت ذلك في السنة الصحيحة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس ولا تغفلن فتنسين الرحمة واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات) رواه أبو داود

-ومما يثبت جواز استخدام المسبحة:
ما رواه سعد بن أبي وقاص أنه قال: (دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما خلق بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك). رواه أبو داود والترمذي.

-فيتبين لنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرها على ذلك وأرشدها إلى الأفضل وهذا يدل على الجواز.

-أما ما ورد في كون المسبحة بدعة: فقد ورد رأيين منهم من قال بأنها بدعة ومنهم من لم يعتبرها بدعة.

فقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين: هل التسبيح بالمسبحة بدعة فأجاب:
التسبيح بالمسبحة تركه أولى وليس ببدعة: لأن له أصلاً وهو تسبيح بعض الصحابة بالحصى، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن التسبيح بالأصابع أفضل وقال " اعقدن - يخاطب النساء - بالأنامل فإنهن مستنطقات "

-فالتسبيح بالمسبحة ليس حراما ولا بدعة ولكن نقول تركه أولى لأن الذي يسبح بالمسبحة ربما يحصل عنده نوع من الرياء.

-فلأسف نشاهد بعض الناس بحمل مسبحة فيها ألف خرزة في عنقه وكأنما يقول للناس: أنظروني إني أسبح ألف تسبيحة، ربما الشخص الذي يسبح بالمسبحة في الغالب يكون غافل القلب وشارد الذهن ولهذا تجده يسبح بالمسبحة وعيونه في السماء وعلى اليمين وعلى الشمال مما يدل على غفلة قلبه، وربما تجده يشاهد التلفاز وهو يسبح.

-وعليه: فالأفضل للمسلم أن يسبح بأصابعه والأولى أن يسبح باليد اليمنى دون اليسرى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه ولو سبح بيديه جميعا فلا بأس لكن الأفضل أن يسبح بيده اليمنى فقط.

والله تعالى أعلم.