هذا سؤال عام جداً لأن العذاب الذي أعده الله للعصاة له أشكال وأنواع كثيرة منه في الدنيا ومنه في الآخرة ويختلف باختلاف المعصية.
ولكن يظهر أن سؤالك هو العذاب في الآخرة وهو ما سأركز عليه في الجواب:
- فعذاب العصاة يبدأ من موته فهو قد يعذب في قبره بتضييق قبره عليه وغيرها من أنواع العذاب في القبر.
- ثم بعد البعث من الموت وفي مشاهد يوم القيامة فإن العصاة يعذبون أيضاً كانتظارهم في حر شمس يوم القيامة طويلاً لبدأ الحساب، فالشمس تكون قريبة من روس العباد على قدر ميل منهم، فيعرق الناس ومنهم العصاة فمنهم من يكون عرقه إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى خصره ومنهم من يلجمه عرقه إلجاماً.
- ثم قد يعذب العصاة على أثناء مرورهم على الصراط بالكلاليب التي تخطفهم وتأكل من لحومهم.
- ثم يكون عقاب العصاة الرئيس في جهنم والعياذ بالله، فبعض العصاة يدخلون جهنم ولا بد كما أخبر الله تعالى عن بعض أهل الذنوب:
- كمن قتل مسلماً متعمداً فقد أخبر الله أن عقابه جهنم، (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم)
- وكما أخبر عن آكل الربا (ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)
- وكما أخبر تعالى عن الزناة.
- وكما أخبر عن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً.
وقد جاء في السنة الخبر عن بعض أنواع العذاب للعصاة يوم القيامة كعقاب من يخالف قوله فعله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه تندلق أمعاؤه في النار ثم يدور عليها كما يدور الحمار على الرحى.
وكما روي في عذاب المتكبرين (يُحشَرُ المتكبِّرون يومَ القيامةِ أمثالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجالِ يغشاهم الذُّلُّ من كلِّ مكانٍ يُساقون إلى سجنٍ في جهنَّمَ يُقالُ له: بُولَسُ تعلُوهم نارُ الأنيارِ يُسقَوْن من عُصارةِ أهلِ النَّارِ طِينةَ الخَبالِ) (رواه الترمذي).
وكما روي في في عذاب المفترين على المسلمين (من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنه اللهُ رَدْغَةَ الخَبالِ حتَّى يخرُجَ ممَّا قال) (رواه أبو داود).
وكما روي في عقاب مانع الزكاة من الأنعام أنها تحشر كأعظم ما تكون حتى تطأهم الأنعام وتدوسهم بأقدامها يوم القيامة حتى يرى مصيره.
وما جاء في القرآن في عقاب مانع زكاة الذهب والفضة أنها يحمى عليها في نار جهنم وتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم.
وما جاء في الأحاديث من عقاب المتبرجات أنهم لا يجدن ريح الجنة.
وغير ذلك مما ورد في القرآن والسنة من عقاب العصاة في جهنم بأنواع العذاب.
ولكن يجب التنبه أن العاصي إذا مات مسلماً موحداً لله تعالى فإنه على عقيدة أهل السنة والجماعة فإنه ليس بخالد في النار، بل هو إذا دخلها فإنه سيخرج منها ولا بد بعد أن يعذب العذاب الذي قدره الله عليه، فيخرج بشفاعة الصالحين أو الأنبياء أو بشفاعة رب العالمين إلى الجنة.
وبعض العصاة قد يغفر الله لهم فلا يعذبهم يوم القيامة لسبب من أسباب المغفرة التي يغفر الله بها لعباده، لذلك فإن العصاة على اعتقاد أهل السنة والجماعة تحت مشيئة الله إن شاء الله عذبهم ثم أدخلهم الجنة وإن شاء عفا عنهم.
والله أعلم