لماذا يجب أن نخاف من الله؟

3 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
المصارف الاسلامية
.
٠٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نخاف الله لأننا نستشعر عظمة هذا الكون وعظمة خالقه، لخشيتنا أن نهلك بذنوبنا ومعاصينا، لخوفنا ألّا ننجح في هذه الدنيا الصعبة، المليئة بالفتن، نخاف الله لنبقى على صراطه المستقيم الذي أمرنا به، ونتجنب كل ما نهانا عنه، نخاف الله ليبقى القلب معلّقًا بخالقه، لنقابل الله بالقلب السليم الذي أتينا به إلى هذه الدنيا، ولأن الخوف من الله تعالى لا ينبع إلّا من قلب مؤمن، خاشع، خاضع لعزة الله تعالى وقدرته، فالخوف من الله شعور يقود الله تعالى به الإنسان إلى استشعار وجود الله والتوصل به إلى العلم والعمل، بدفعه إلى التفكر في خلق الله تعالى وعلمه بخالقه، مما يقوده إلى عبادة الله تعالى والعمل في سبيله بعلم وبصيرة، وكفّ الجوارح عن المعاصي وتقييدها بالطاعات، لينال المسلم بهذا الشرف منزلة القرب من الله تعالى واستحقاق جنتّه،

الإنسان المؤمن لا يرى في خوفه من خالقه عز وجل يأسًا ولا قنوطًا، إنما يكون دافعه في ذلك بغيّة خشية الله تعالى واستشعار نعمه وعظيم فضله، فنفوز برتبة الإحسان وهي أعلى مراتب الدين.

وهنا نستذكر قول الحبيب صلّى الله عليه وسلم عندما سُئل عن الإحسان فقال صلى الله عليه وسلم:" أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

وفي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أهمية أن يستشعر المسلم وجود الله تعالى في تفاصيل حياته ويومه، وألّا يغفل عن هذا، والخوف بمثل هذه الحالة يكون حميدًا للمسلم كي لا يراه الله حيث نهاه عنه، لأن خوفه الوحيد هو عدم استحقاق جنّته في الآخرة.

لذا، فإن الإنسان يكون مؤمنًا بالله تعالى عندما يثق برحمته، يثق بلطفه، عندما يستشعر أسماء الله الحسنى التي سمّى الله بها نفسه، الرحمن، الرحيم، الودود، الغفور، القريب، المُجيب، اللطيف، الكريم، التوّاب، والذي بإذنه تعالى سيتوب على خلقه المؤمنين، هذه ثقتنا وإيماننا بالله عز وجلّ، وإنما خوفنا منه سبحانه بغيّة نيل رحمته والفوز بجنّته ورضوانه وتحقيق أمنيتنا جميعًا بأن يكرمنا تعالى بالنظر إلى وجهه الكريم.

وهنا، وفي هذه اللحظة يزول كلُّ تعبٍ ومُرّ، يزول همَّ الدنيا وشقائها، هنا فقط، يجد الواحد منّا راحته ورضا قلبه، عند رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عند الحوض، وعندما يكرمنا الله تعالى بدخول جنّته، ليس بأفعالنا في الدنيا، كلٌّ منّا مقصّر بطريقة ما، وهذا المؤمن الخائف التقيّ يرجو دخول الجنّة برحمة الله وفضله ومنّه عليه.

من هنا، يأتي وجوب خوفنا من الله تعالى، نخافه ليزداد فينا شعور خشيته واستشعار نِعمه، ليبقى القلب معلّقًا برحمة الله وتشوّقه للفوز بالجنّة، هذا القلب الذي سرعان ما تأخذه الدنيا بشهواتها، فيأتي شعور الخوف من الله ليردع هذا القلب عن كل ما نهاه عنه خالقه سبحانه وتعالى.

وخوف الإنسان من الله تعالى إنما يكون على قدر علمه بالله، فكلّما زاد علم الإنسان بالله تعالى زادت خشيته منه، وإذا كان علمه قاصرا فيكون خوفه قليل ويُخشى بذلك عليه ألّا ينال مرتبة المسلم العالم بالله تعالى.

كما أن الخوف يرتبط بمفهوم الرجاء، الذي يقصد به تأمل الخير من الله تعالى وطلب رحمته وكرمه، وانتظار وقوع ذلك.

فوائد الخوف من الله تعالى وخشيته:

  • استشعار العبودية لله تعالى والخضوع له، بخشيته سرا وعلانيتا وأنه وإن زاد علم الإنسان ومهما كان قويًّا فإنه بالنهاية مخلوق ضعيف، عبد لله تعالى، ولم ينل ما ناله إلّا بفضل الله، وأنه لا يقوى على ردّ شيء أراده الله به.
  • الخوف من الله تعالى يقوّي عزيمة الإنسان لفعل الخير واجتناب المنكر بغيّة الفوز بالجنة والنجاة من النار.
  • الخوف يبعث في النفس البشرية شعور الطمأنينة، لأن لأن الخوف مقرون بالرجاء، وبالتالي فهو مستلزم له، فكل خائف راجٍ لله تعالى طالبًا لعفوه ومغفرته، وبالتالي يطمئن لأنه يثق أن الله تعالى لا يعذّب قلبا لجأ إليه ودعاه ورجاه.

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نخاف من الله تعالى لأن الله تعالى أمرنا أن نخافه فنحن نتعبد الله تعالى بخوفنا منه، قال الله تعالى: (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) سورة آل عمران (175).

-وقال الله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) سورة المؤمنون آية (60).
 
-فالخشية من الله تعالى واجب على كل مسلم ومسلمة، قال الله تعالى: (فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) سورة المائدة/44. وقال سبحانه: (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) سورة البقرة/40.

-وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ لَهُ آَمْنَيْنِ، إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه ابن المبارك، وحسنه الألباني.

-وحتى يخاف العبد من ربه لا بد له من استشعار عظمة الذنوب والمعاصي التي يعملها، ففي الحديث الصحيح الذي يرويه ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا " أخرجه البخاري.

-والخوف الذي يريده الله تعالى منا هو أن نخاف الله تعالى خوفاً يمنعنا من الوقوع في المعاصي والآثام وليس خوفاً يجعلنا نيأس ونقنط من رحمة الله تعالى.

-قال ابن القيم رحمه الله:" الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ الصَّادِقُ: مَا حَالَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا تَجَاوَزَ ذَلِكَ خِيفَ مِنْهُ الْيَأْسُ وَالْقُنُوطُ".

-كما أن الخوف من الله يعتبر من أهم الأسباب التي تنجي صاحبها من دخول النار ، فعن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه – قال: قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ). رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني.

-كما أن الخوف من الله تعالى سببٌ في الدخول تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ...) الحديث ، وفيه: (ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ). رواه البخاري ومسلم.

-وحتى تكون من الذين يخافون الله تعالى لا بد لك من القيام بما يلي:
أولاً: التعرف على أسماء الله تعالى وصفاته ومعانيها وحفظها والعمل بمقتضاها.

ثانياً: التقرب إلى الله تعالى بكثرة النوافل والعمل الصالح من قيام الليل وصيام النهار والبكاء من خشية الله تعالى للوصول إلى مرحلة الإحسان وهي أن تعبد الله تعالى كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك!!.

ثالثاً: دراسة سير الخائفين وتدبر أحوالهم وكيف وصلوا إلى هذه الدرجة من خوف الله تعالى.

رابعاً:
تدبر آيات العذاب والوعد والوعيد، وما جاء في وصف النار، وحال أهلها، وما هم فيه من والشقاء والعذاب الشديد الأليم المقيم.

خامساً: أن تعرف أنك مقصر في حق الله تعالى سواء في صلاتك أو صيامك أو صدقتك وفي سائر الشعائر والعبادات.

-قال الإمام الغزالي رحمه الله:
" الخوف مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَارَةً يَكُونُ لِمَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَةِ صِفَاتِهِ وَأَنَّهُ لَوْ أَهْلَكَ الْعَالَمِينَ لَمْ يُبَالِ وَلَمْ يَمْنَعْهُ مَانِعٌ، وَتَارَةً يَكُونُ لِكَثْرَةِ الْجِنَايَةِ مِنَ الْعَبْدِ بِمُقَارَفَةِ الْمَعَاصِي، وَتَارَةً يَكُونُ بِهِمَا جَمِيعًا، وَبِحَسَبِ مَعْرِفَتِهِ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتِغْنَائِهِ؛ فَأَخْوَفُ النَّاسِ لِرَبِّهِ أَعْرَفُهُمْ بِنَفْسِهِ وَبِرَبِّهِ " "إحياء علوم الدين"

سادساً: كثرة ذكرك لله تعالى يعينك على الخوف منه. لأن كثرة الذكر تبعث على استحضار جلال الله وعظمته ومراقبته ومحبته والحياء منه، وكل ذلك يبعث على خشيته والخوف منه ومن عذابه ومن حرمانه.

سابعاً:
الخوف من موت الفجأة وعدم تمكنك من التوبة قبل الموت. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٢ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نخاف من جهلنا وظلمنا في مقابل قدرة الله وعظمته!

فالله سبحانه أحق ما يخشى ويخاف منه:

-نخاف منه لقوته وضعفنا، وغناه وفقرنا، وقهره وحاجتنا!
-نخاف منه لأنه أعطانا الكثير من النعم ولم نقم بشكر هذه النعم.
-نخاف منه لتقصيرنا في عبادته سواء بالغفلة فيها أو عدم أدائها أصلاً.
-نخاف منه لكثرة معاصينا وسقطاتنا وهفواتنا.
-نخاف منه لأنا لم نتب إليه كما ينبغي.
-نخاف منه لأنه أعد لمن عصاه ناراً تلظى تشوي الوجوه.
-نخاف منه لأنه سبحانه واحد لا شريك له لا يقبل الشركة في العمل فمن عمل عملاً أشرك فيه معه غيره فضحه على رؤوس الأشهاد يوم القيامة، وكم من أعمالنا لم نقصد بها وجه الله!

فهذا المقام مقام عظيم وهو أحد المقامات التي يقوم عليها الإيمان، فالإيمان يقوم على ثلاثة أعمال قلبية هي: المحبة والخوف والرجاء.

فالمحبة: هي المحرك للعبد في طريقه إلى الله، لأن المحبة هي التي قامت بها السماوات والأرض وبدونها يفقد العبد طعم الإيمان ولذته.

والرجاء: هو الذي يمنع العبد من اليأس والقنوط من رحمة الله ويفتح له باباً إلى الله إذا أخطأ أو أذنب، فلولا هذا الرجاء لأصيب باليأس ولأغرق في الذنوب.

والخوف: هو الذي يمنعه من استسهال المعصية والاستهانة بجناب الله، وبدونه يفعل كل منا ما يشاء إذ لا عقاب ولا ثواب.

فالمحبة: هي كالقلب أو الرأس للطائر والرجاء والخوف كالجناحين له.

لذلك قال أحد السلف "من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد".

فمن غلب عليه جانب المحبة والذوق بالغ في التصوف حتى وصل إلى الزندقة بادعاء حلول الله في المخلوقات أو اتحاده فيها كما وقع لأهل الحلول والاتحاد.

ومن غلب عليه جانب الرجاء صار مرجئ لا يهتم بالعمل ويتكل على نيته وزعمه أن قلبه أبيض والله غفور ورحيم.

ومن غلب عليه جانب الخوف وحده تشدد وأغلظ حتى يشبه الخوارج في تنطعهم.

والله يقول" فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين".

لكن بعض العلماء قال الأفضل للعبد أن يرجح جانب الخوف حال حياته ليبقى على وجل ويزداد من الطاعات والعمل، ويغلب جانب الرجاء عند قرب الموت لانقطاع العمل.

والبعض قد يعتقد أن الذي يجيب أن يخاف هو العاصي المذنب المجرم، أما المطيع المستكثر من الطاعات فمما يخاف وهو على طاعة وخير! وهذا خطأ وخلاف الواقع!

بل العبد كلما ازداد قرباً من الله وطاعة له ومحبة له ومعرفة به كلما ازداد خوفاً منه، لأنه كلما ازداد معرفة بربه ازدادت معرفته بعظمته تعالى ونعمته وقدرته وأنه لم يقم بعبادته حق عبادته ولم يشكره حق شكره، وفي المقابل من جهل ربه جهل عظيم تقصيره في جنابه، لذلك كان أخوف الخلق لله تعالى أعرفهم به وهو مقام الصالحين.

ولما سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله عن قوله تعالى( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) قالت يا رسول هم الذين يسرقون ويزنون ويخافون؟
قال : لا يا بنت الصديق هم الذي يصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون ألا يقبل منهم!

والله أعلم

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة