هل يدخل الخوف من وقوع المصائب والحرص على الاستعداد لها في باب سوء الظن بالله تعالى

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا يعتبر الخوف من وقوع المصائب من سوء الظن بالله تعالى، بل هو خوف طبيعي لدى أي إنسان مؤمن كان أو كافر.

- وطبيعة الإنسان أنه يخاف ممن هو أقوى منه وخاصة في مجال السلطة والملك والجاه والسلطان - فهذا موسى نبي الله عليه السلام قد خاف من بطش فرعون وخرج من المدينة خائفاً يترقب !! قال تعالى : ( فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ ) سورة الشعراء: 21 .

- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.

- ويجب أن لا يتجاوز الخوف حده الطبيعي ‘ فإذا حصل تجاوزه فإنه يكون من وسوسة الشيطان التي لا داعي لها ، ويجب أن لا يلتفت إليه الإنسان.
-
- أما إذا نتج الخوف عن تطير وتشاؤم فإنه يكون من سوء الظن بالله تعالى، قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في فتح الباري: قَالَ الْحَلِيمِيُّ: وَإِنَّمَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ؛ لِأَنَّ التَّشَاؤُمَ سُوءُ ظَنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى بِغَيْرِ سَبَبٍ مُحَقَّقٍ، وَالتَّفَاؤُلُ حُسْنُ ظَنٍّ بِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَأْمُورٌ بِحُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى عَلَى كُلِّ حَالٍ.

- وربما يؤدي الخوف من وقوع المصيبة المبني على التطير والتشاؤم إلى وقوعها فعلاً عقوبة لصاحبها على سوء ظنه بالله تعالى !!

- وبعض الناس يعتقد أن الخوف من وقوع المصيبة سيؤدي إلى وقوعها، فهذا كلام غير صحيح وغير دقيق ولا دليل علمي أو شرعي عليه .

- قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في تعليقه على هذا الحديث في كتاب مفتاح دار السعادة: وقد يجعل الله سبحانه تطير العبد وتشاؤمه سببًا لحلول المكروه به، كما يجعل الثقة والتوكل عليه، وإفراده بالخوف والرجاء من أعظم الأسباب التي يدفع بها الشر المتطير به، وسر هذا أن الطيرة إنما تتضمن الشرك بالله تعالى، والخوف من غيره، وعدم التوكل عليه، والثقة به، فكان صاحبها غرضًا لسهام الشر والبلاء فيتسرع نفوذها فيه؛ لأنه لم يتدرع من التوحيد والتوكل بجنة واقية، وكل من خاف شيئًا غير الله سلط عليه، كما أن من أحب مع الله غيره عذب به، ومن رجا مع الله غيره خذل من جهته، وهذه أمور تجربتها تكفي عن أدلتها.

- وخلاصة القول : فالظنّ أكذب الحديث, وهو من وسوسة الشيطان للإنسان, ليفسد العلاقة بين المرء وأخيه, وحتى قد يسيء الظن بربه, والحديث القدسي : " أنا عند ظنِّ عبدي بي
- فعن أنس ـ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله -يا رسول الله- وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف. رواه الترمذي، وحسنه الألباني. 

- فالخوف من الله تعالى ليس له علاقة بسوء الظن به ، بل إن الخوف لا يتنافى مع حسن الظن بالله تعالى والثقه به ، وأن ما عند الله تعالى أفضل مما يظنه المسلم أو يخافه .