الله يعلم مدى صعوبة فقد الإنسان لأحد والديه أو كلاهما، ومن رحمته وضع لليتيم في الإسلام مكانة كبيرة، ووصى بحفظ حقه، إذ قال الله تعالى:" فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَر" سورة الضحى آية 9 . قال مجاهد : لا تحقر اليتيم فقد كنت يتيما . وقال الفراء والزجاج : لا تقهره على ماله فتذهب بحقه لضعفه.
وإذا احتسب اليتيم أجره عند الله وصبر على وفقد والديه أو أحدهما يعطيه الله أجر صبره واحتسابه، وفي الدنيا فقد أمر الله سبحانه ورسوله الكريم برعاية اليتيم مادياً ومعنوياً، تعويضاً له عن فقده.
حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما. فالمقصود أن اليتامى هم صنف من ضعفاء المجتمع، بحاجة إلى رعاية، والشريعة تحفظ للناس حقوقهم وأموالهم، ولا يضيع الضعيف في المجتمع الإسلامي، بل يبقى حقه محفوظاً، ولهذا جاء الترغيب بحفظ هؤلاء الأيتام، والقيام على شئونهم، والكافل هو الذي يقوم على رعايته، سواء كان ذلك بالمال أو كان بتربيته والقيام على شئونه ولو كان هذا اليتيم له مال، بمعنى أنه لو كان وصيًّا على اليتيم، أو له ولاية شرعية على هذا اليتيم، فقام عليه خير قيام ورباه، وأحسن تربيته، ولو من ماله -من مال اليتيم- فإن يكون كافلاً له.
ومن حديث ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي ، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب ، فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم ، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي ، اشهدوا أن من أسكته وأرضاه ؟ أن أرضيه يوم القيامة " . فكان ابن عمر إذا رأى يتيما مسح برأسه ، وأعطاه شيئا . وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من ضم يتيما فكان في نفقته ، وكفاه مؤونته ، كان له حجابا من النار يوم القيامة ، ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة .
المصادر
تفسير ابن كثير
موقع طريق الإسلام