من يهن اليتيم ويؤذيه فقد أعد الله له عذابا وحسابا شديدا يوم القيامة.
فقد جاءت الشريعة الإسلامية وحذرت من قهر اليتيم، وأكل ماله وإيذائه فالإسلام أعطى لليتيم حقا عظيما،
واليتيم هو: مَن مات أبوه وهو دون البلوغ.
وقد اعتبر الله -تعالى- كفالته من البر، فقال: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} (النساء: 36).
فقد رتّب على أكل حقه دخول النار!! وعدّ أكل مال اليتيم من السبع الكبائر الموبقات المهلكات، ففي الحديث الصحيح عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ (الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ) متفق عليه.
قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) سورة النساء: 10.
- فإذا كان التعرُّض لمال اليتيم بسوء كبيرةً من كبائر الذُّنوب، فإن التعرض له بالأذى من ضرْبٍ وشتم ونَحوه أشدُّ حرمة، فيحْرُم إذلال اليتيم والتَّسلُّط عليْه، والتَّعرُّض له بشيء يسوؤه بغير حق
- ولهذا ينبغي على المسلمين أن يحذروا من قهر اليتيم؛ لأن قهره سببٌ لمقت الله -تبارك وتعالى. لذلك وجب علينا أن نعاملهم بالإحسان، وإدْخال السُّرور عليهم.
- وإن من صور قهر اليتيم ضربه أو غشه أو أكل ماله أو إهانته (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) فهذه الآية تبين لنا عن خطورة أخذ مال اليتيم إلا بالحسنى:
- وقد نهى الله -تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من أن يقهر أحدًا منهم فقال الله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} سورة الضحى: 9.
- كما أن الله تبارك وتعالى قد لام من لم يهتم باليتيم ولم يكرمه، فقال: {كَلاَّ بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} سورة الفجر: 17.
ليس فقط هذا فحسب بل قرن قهرَه وظلمه بالتكذيب بيوم الدين: فقال الله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) سورة الماعون: 1-2
فالله تعالى ورسوله قد نهونا عن ذل ونهر وقهر اليتيم، بل الإحسان إليه والتلطف به.
وأن شأن اليتيم في الدين الإسلامي عظيم جدا فقد رتب الإسلام على كفالته دخول الجنة!! فعن سهل بن سعد- رضي الله عنه - قال: رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا)، وأشار بالسبَّابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا) أخرجه البخاري
- فعلى المسلم أن يحذر أشد الحذر من ظلم اليتيم بشكل كبير وخاص وذلك بأكل حقه أو ميراثه أو عدم رعايته الرعاية التي يستحقها!
وبين الله سبحانه وتعالى بأن الإحسان لليتيم وإطعامه هو طريق موصلة إلى الجنة، ونجاة من كرب يوم القيامة، فقال عز وجل: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} (الإنسان: 8- 12).
فمن ولاه الله تعالى أمر اليتم فليراقب الله جل في علاه في هذا اليتيم الضعيف والمسكين وليتق الله فيه وأن لا يبخل عليه بالابتسامة الحانية، ولا بالنصح والتوجيه، وأن يحسن تربيته، وإذا خاطبه يكون معه لين في الكلام، وأن يدخل البهجة والسرر عليه، وأن يكون له بمثابة الأب الرحيم، قال قتادة -رحمه الله-: (كن لليتيم كالأب الرحيم).
فهم محتاجون إلى العطف، ومد اليد الحانية فهم لا حول لهم ولا قوة. إلا بالله