خلقة الإنسان وشكله وذاته ورزقه وعمره أمر خارج عن إرادته وهذا ما كتبه وقسمه الله له ، ويجب عليه أن يرضى بقضاء الله وقسمته وقدره ، فلو نظر إلى نعم الله تعالى عليه الكثيرة لشكر الله تعالى ، ولعلم أنه في خير عظيم . وعليه أن يثق بذاته ويتقبلها كما هي ، فالله تعالى لا ينظر إلى أشكالنا وألواننا ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا ، وعدم تقبل الذات فهذا كله من وسواس الشيطان ليحزنك فلا تلتفتي إلى تلك الوساوس . فبلال بن رباح كان أسمر شديد السواد ، ولكن كان مؤذن رسول الله ، وقال له رسول الله : ( إني اسمع قعر نعليك في الجنة ) !!!
- فالسعيد هو من رضي بما قسم الله له , وصبر لمواقع القضاء خيره وشره ورضي عن خالقه ومولاه.
- فعدم الرضا بما قسمه الله للإنسان قد يورث النفس التذمر والتسخط وحالة من اليأس والإكتئاب ويثير فيها القلق والاضطراب
*وننوه بأنه لو لم يرضى الإنسان بذاته ونفسه فإنه ، لن يحصل على أي شيء مما عند الاخرين بتسخطه هذا ، بل سيزيده ذلك غما وهما وقلقا ونكدا. فيجب أن يعلم الانسان بان الله عز وجل قد كتب له الخير في كل أحواله .
- يقول رسول الله (.......واعْلَمْ أن ما أصابك لم يَكُنْ ليُخْطِئَكَ وما أخطأك لم يَكُنْ ليُصيبَكَ , واعْلَمْ أن النصرَ مع الصبرِ , وأن الفرجَ مع الكَرْبِ , وأن مع العُسْرِ يُسْرًا ) والحديث هنا يعني في وجوب الإيمان بالقدر، وإذا أصابك مكروه فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا
- وأنه ما أصابك من النعمة والبلية أو الطاعة والمعصية قد قدره الله لك أو عليك إن كان شرا أو خيرا
- وإن الرضا عما قسمه الله للإنسان سيورثه الشعور بهناءة العيش، حتى لوكان فقيرا ، ويرزقه راحة البال وطمأنينة النفس في زمن إنتشر فيه السخط وعدم الرضا، ولتعلم بأن الغنى الحقيقي هو غنى النفس، والثروة الحقيقية هي تلك الثروة التي تستقر في قلب المؤمن من رضاه عن خالقه ومولاه،
-فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ...وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ..... )