الإمام الرضا: هو أبو الحسن علي بن موسى الرضا وُلد في المدينة المنورة في 11 ذي القعدة 148 وهو ثامن الأئمة الاثنا عشر عند الشيعة
وقد اشتهر بأنه يكنى بأبي الحسن وكان يكنى في بعض أسانيد الروايات بأبي الحسن الثاني، باعتبار أنّ والده الإمام موسى الكاظم هو أبو الحسن الأول.
فبعد أن ولد الإمام الرضا في المدينة المنورة انتقل إلى بلاد خرسان وذلك بضغط من المأمون لمنحه ولاية العهد مكرهاً.
وقد استمرّت إمامته 20 عامّاً. وقيل أنه توفّي بطوس عن عمر ناهز 55 عاماً، مسموماً من قبل المأمون، ودُفن بمدينة مشهد، وصار مرقده مزاراً تقصده الملايين من مختلف البلدان.
وقد عُرف الإمام الرضا عند أهل زمانه بالزهد والعبادة والإحسان للمستضعفين، غير أنّه اشتهر بسعة علمه ومعارفه؛ وذلك لتَفَوَّقه على جميع من ناظره من مختلف المذاهب والأديان،
وقد لقب الإمام الرضا بعدة ألقاب وكان كل لقب منها يرمز إلى صفة من صفاته الكريمة وهذه بعضها
أولا: لقب بالرضا:
فقد اختلف المؤرخون والرواة في الشخص الذي لقبه هذا اللقب حتى غلب عليه هذا اللقب وصار اسما يعرف فقد ذهب فريق من المؤرخين إلى أن المأمون هو الذي منحه هذا اللقب لأنه رضي به وجعله ولي عهده وقد فنّد الإمام الجواد (عليه السّلام) ذلك أمام جماعة من أصحابه وقال: إن اللّه تبارك وتعالى سمى ما ترضاه لأنه كان رضى للّه عزّ وجلّ في سمائه ورضى لرسوله والأئمة من بعده صلوات اللّه عليهم....
ويقال بأن سبب تسميته بالرضا أنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ولم يكن ذلك لأحد من آبائه فلذلك سمي من بينهم بالرضا
ثانيا: لقب بالصابر:
وكان سبب هذا اللقب لأنه صبر على المحن والخطوب التي تلقاها من خصومه وأعدائه.
ثالثا: لقب الزكي:
فقد لقب بالزكي لأنه كان من أزكياء البشر ومن نبلائهم وأشرافهم.
رابعا: لقب بالوفي:
فقد كان الإمام الرضا مشهورا بالوفاء فقد كان عنصر من عناصر الإمام وذاتي من ذاتياته فقد كان وفيا لأمته ووطنه.
خامسا: لقب بسراج اللّه:
فقد كان الإمام سراجا للّه يهدي الضال ويرشد الحائر.
سادسا: لقب بقرة عين المؤمنين:
كما كان من ألقابه الكريمة انه كان قرة عين المؤمنين فقد كان زينا وفخرا لهم
وكهفا وحصنا لهم.
سابعا: لقب بمكيدة الملحدين:
وإنما لقب بذلك لأنه أبطل شبه الملحدين وفند أوهامهم وذلك في مناظراته التي أقيمت في البلد العباسي والتي أثبت فيها أصالة القيم والمبادئ الإسلامية.
ثامنا: لقب بالصديق
ولقب بذلك لأنه اشتهر بصدقه
تاسعا: لقب بالفاضل
وقد اعتبره الشيعة بأنه أفضل إنسان وأكملهم في عصره ولهذه الظاهرة لقب بالفاضل.
- كما أنه اشتهر الإمام الرضا بلقب غريب الغرباء ويعود السبب في ذلك أنه دفن في بلاد فارس بعيدًا عن أرض آبائه العرب.
- وقد سُئل الإمام الرضا عن قول الله عز وجل (الله نور السماوات والأرض) فقال: هَادٍ لأهل السماء وهاد لأهل الأرض.
- ويذكر في كتب الشيعة بأن من أهم أقوال الإمام الرضا أنه قال: من أحب عاصيا فهو عاص ومن أحب مطيعا فهو مطيع ومن أعان ظالما فهو ظالم ومن خذل عادلا فهو خاذل إنه ليس بين الله وبين أحد قرابة ولا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة ولقد قال رسول الله ص لبني عبد المطلب ائتوني بأعمالكم لا بأنسابكم وأحسابكم
وكان مد ديوان الإمام الرضا هذه القصيدة:
إنك في دار لها مدة يقبل فيها عمل العامل ألا ترى الموت محيطا بها يكذب فيها أمل الآملتعجل الذنب لما تشتهي وتأمل التوبة في قابل والموت يأتي أهله بغتة ما ذاك فعل الحازم العاقل