لماذا أريد العيش بمفردي في بيت وحدي وفي بلد لا أحد يعرفني فيها، أحب الجلوس في الظلام بمفردي، أشعر بالضيق عندما أتحدث مع أحد عن أحوالي؟

الرغبة بالاستقلالية والانفصال عن الأسرة من الأمور الشائعة والتي غالباً ما يرغب بها الشخص المسؤول والذي يتم الاعتماد عليه دائماً، وغالباً ما يحب هذا الشخص أن تسير الأمور وفقاً لما يريد لذلك يحاول الخروج من جو الأسرة والانعزال عن الآخرين لأنه يعلم أنه لا يستطيع تغييرهم لذلك يرغب بأن يبدأ حياته الخاصة لوحده دون تدخل من أحد ودون أن يلقي فيها أحد الأوامر أو أن يكون ملزماً بالسير وفقاً لقانون الأسرة.

لكن فكرة أن الشخص يرغب في أن تسير الأمور وفقاً لما يريد بحد ذاتها هي واحدة من الأفكار اللاعقلانية وهي ما يسبب هذا الشعور المستمر بالضيق عند تحدثك مع الآخرين والتعامل معهم والرغبة بالبقاء بمفردك كذلك، وهذا أمر متعب يستهلك طاقة الشخص ويجعله أقل انتاجية.

يجب أن تدرك أن لا سلطة لنا على الآخرين والتغيير الذي نحدثه في أنفسنا أسهل بكثير من التغيرر الذي نريد أن نحدثه بالآخرين، لذلك يجب أن تتوقف عن التفكر بهذه الطريقة وتنظر إلى الأمور من منظور آخر والتوقف عن التمسك بالتفاصيل والتغاضي عن بعض الأمور التي ستجعل التواصل مع الآخرين أسهل، لا تحمل نفسك أكثر من طاقتها.

الأمر الآخر هو أن رغبتك في العيش في بلد آخرى أو منزل لوحدك بعيداً عن الأشخاص الذين تعرفهم ليس بالأمر المستحيل وإذا وضعته كهدف ترغب في تحقيقه لا أرى أين المشكلة في ذلك وما الذي يضايقك من هذا، في الحقيقة قد تكون رغبة مؤقتة وبمجرد تجربتك لها ستعلم أنها ليست مريحة وسهلة كما تظن وتتراجع عنها لكن في جميع الأحوال هي ليست من علامات وجود مشكلة لديك.

إلى حين تحقيق أهدافك وما ترغب به، يمكنك الخروج من المنزل والتطوع في نشاطات ومبادرات، أو زيارة أماكن لم تذهب إليها من قبل ومقابلة أشخاص جدد، هذه الأشياء كفيلة بتجديد الطاقة لديك ومساعدتك في تحديد الأشياء التي تفضلها والأشياء التي تسبب لك الانزعاج مما يرتب حياتك.