لا يوجد انسان معصوم عن الخطأ، فنحن خلقنا لنعكس صورة أنفسنا، و رغباتنا التي في بعض الأحيان تدفعنا لارتكاب ذنوب من الممكن ان تتراوح بين الصغيرة و الكبيرة، و لكن حجمها لا ينفي ابداً كونها ذنوباً حتى و لو كانت بحجم الذرة، حيث ان الذنوب بطبيعتها تجعل من مشاعر الندم تتخلل أرواحنا، وتيقظ ضمائرنا، و تأسرنا في دوامة التحسر.
في رحلتنا عبر طريق الحياة نواجه العديد من المواقف التي في بعض الاحيان ترمينا رياح القدر لنرتكب ذنباً في احد زواياها لتصحو معها اصوات ضمائرنا الذي يتخلل صداها ارواحنا لندور معها في حلقات الندم.
و لكنك لست مضطر الى ان تصل الى السبعين من عمرك لتفهم ان الحياة قصيرة، و ان لا شيء في هذه الدنيا يستحق الحزن الذي يتبعه جلد الذات، و مراحل عديدة من الندم الذي بدوره يسحبك نحو الزوايا المظلمة في طريق حياتك، لتخضع روحك لقيود القدر و تجعلها تتحسر على ذكريات دفنت في طيات الماضي، ولا يمكن ان تتغير، ومن هنا يجب ان نتعلم ان نتعامل مع ذواتنا بكل محبة، و نبتعد عن محاسبة أنفسنا و معاملتها بأسلوب يرهقها، بطبيعة الحال نحن مدينون لأنفسنا بالغفران، فنحن البشر نتصف بالنقص ولم نخلق للكمال، بل أننا في صراع أبدي مع الحياة، ولعل المثابرة، و السعي هما السبل التي تقود مركبة ارواحنا خلال رحلتها في مسار القدر، ولعل تجاوز الألم والغفران هما الطريقان اللذان يقودان ارواحنا نحو الحرية، و الطمأنينية، و السلام، لذلك من وجهة نظري وعندما أشعر أنني ارتكبت ذنباً في حياتي، أحاول دائما مسامحة نفسي و اقناعها بأن ما حدث لن يتغير، و ان الماضي ترك للماضي و لم يعد له وجود إلا في ذكرى محبوسة في ذهني و يجب علي ان احررها، و اغفر لنفسي واتحرر من أثقالها، لاستطيع التخلص من الندم، وتستطيع روحي صقل حياتي من جديد، و اتبع مسار الكون الذي يكمل مسيره بدون ان يلتفت للوراء لتشرق شمس المستقبل بسرمديتها دوماً بعد ظلام ليل الماضي.