"إذا المرء لم يَغلِب هواه أقامهُ .. بمنزلةٍ فيها العزيز ذليلُ"
لو تأملت هذا البيت لوجدت أن النفس قد تكون من أعداء الإنسان فأنت من يقرر كيف يواجه هذا العدو، لذا كل ما يلزمك هو رباطة الجأش والصبر على ترك ملذات النفس فتصبح عزيزاً ملكاً. والجميل في سؤالك أنك تعرف أين الخطأ وأين الصواب لذا سأركز في إجابتي كيف ستجاهد نفسك وتتحكم فيها.
إن ما تقوم بفعله كان صحيحًا أم خاطئاً ما هو إلا اختبارات لنفسك وهي كالمرآة السحرية؛ إذ تعكس ما في أغوار ذاتك من جميع نواحي النقص والقبح والكمال فإذا عرفتها تستطيع معالجة النقص بإزالة القبح وتنمية مقومات شخصيتك.
فنون ترويض النفس والجسد
صديقي أمامك فرصة رائعة لتكتشف قوة إرادتك وقدرتك على التحكم باختياراتك، فهذا الإكتشاف سوف يغير حياتك للأفضل ما عليك سوى اتباع بعض الفنون التي سوف أخبرك عنها لتروض نفسك وتتحكم في رغباتك بكفاءة أكبر، فلن تركز على نفسك فقط بل سيكون لجسدك حصة كبيرة لتتفقدها وتحدد إحتياجاتك الأساسية.
- لا تلتصق بنطاق الراحة لجسدك (Comfort Zone)، أي لا تلبي رغبات جسدك فوراً ( الطعام، الشراب، الكسل و الجنس وغيرها) سأعطيك بعض الأمثلة على ذلك :
- إذا شعرت بالجوع تناول القليل من الطعام رغم رغبتك في تناول المزيد، بذلك ستحافظ على قوامك وشكل جسدك ومع المرور الوقت سأضمن لك أنك ستكتفي بهذا المقدار من الأكل وتصل لمرحلة الشبع فعلياً فلا تحتاج للمزيد من تناول الطعام.
-كذلك الأمر عند طلب جسدك للتدخين فخلايا مخك ستصرخ لإغاثتها بجرعة النيكوتين المعتادة، ولكنك ستقف في وجهها هذه المرة وتقلل الجرعة تدريجياً حتى تتخلص منه بشكل كامل.
الصيام
لذا حتى تطهر جسدك من السموم وتروض نفسك على التحكم عليك بالصيام الكامل أو المتقطع،
فالصيام يوصل لك رسالة مفادها " أنت أكبر بكثير من مجرد جسد".
فهو يساعدك على تحقيق الصفاء الروحي والتوازن النفسي.
أجريت دراسة عام 2016 على 52 من السيدات الأصحاء لم يجربنَ الصيام من قبل لمدة 18 ساعة، فكانت نتيجة هذه الدراسة أن مقاييس المشاعر الإيجابية ترتفع في الساعات الأخيرة من الصيام على عكس بداية الصيام إذ تزيد معدلات التوتر الذي يعكس المشاعر السلبية.
حيث أن أغلب المشاركات شعرن بالإنجاز والرضا عن النفس والفخر بالقدر على التحكم في الذات الذي من شأنه أن ينعكس إيجابياً على الحياة العملية والعلاقات الإجتماعية.
خلال فترة الحرمان بالتأكيد سيكون هناك توتر وغضب كبيرين عليك لكن التدريب المتدرج على التعامل معهما سيؤهلك للتعامل مع مشاكل الحياة وأزماتها بصورة أفضل.
أنصحك أخيراً أن تتقرب من الله عز وجل أكثر فعندما تهم نفسك على فعل خطأ إذهب وأقرأ ما تيسر من القرآن أو توضأ وصلي ركعتين لله تعالى أو أضعف ما يمكن فعله أن تستغفر كثيراً ، حتى تقاوم الطفل الذي بداخلك واسمح لنفسك المُحبة، الناضجة والمسؤولة هي التي تأخذ بزمام الأمور.