نعم يمكن أن يدخله بكيفية لا نعلم تفصيلها لعدم اطلاعنا على شكل الجن وطبيعة مادته، ولكن النصوص الشرعية أشارت إلى الجن يجري في البدن مجرى الدم وأنه قد يتلبس جسد الإنسان ويصرعه.
ومن هذه النصوص الشرعية:
- قوله تعالى في سورة البقرة (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك...) (275).
مس الشيطان للإنسان هو تلبسه فيه بحيث يدخل جسده ويحاول ضره.
- جاء في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم...).
وهذا الجريان حمله كثير من العلماء على حقيقته ولا مانع منه.
- قصة المرأة التي كانت تصرع فأتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: "إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ: أصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لي أنْ لا أتَكَشَّفَ فدعا لها.)
والتلبس نوع من الصرع.
وقد سأل عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل أباه فقال: قلت لأبي: إن أقواماً يقولون إن الجن لا يدخل في بدن المصروع فقال: (يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه)
قال ابن تيمية رحمه الله (وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن بدن المصروع وغيره، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يُكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك) دخول الشيطان لجسد الإنسان ثابت وممكن، لأن طبيعة خلق الجن تختلف عن الإنس وكثافتهم أخف من الإنس، وقد أعطاهم الله بعض القدرات التي لم يعطها للإنس، وفي ذلك نوع من ابتلاء كل خلق بالآخر، فهما المخلوقان الوحيدان المكلفان.
وإن كان قولك (يسكن) قد يشعر بإقامة دائمة فيه وهذا ليس عليه دليل أو نص يثبته أما مجرد دخول الجن للبدن فثابت كما قلنا.
والله أعلم