نفى أغلب العلماء دخول الجن إلى جسم الإنسان وتلبسه، وأن أغلب ما يقع للناس من توهم لتأثير الجن في الإنسان إنما هي محض تأثيرات نفسية، أو توهمات لا أصل لها.
وإنما هي خرافات تناقلها الناس وصدقوها، ولكن ليس للجن تلك السيطرة الكبيرة على الإنسان، وإنما هي في الغالب اعتقادات باطلة عند الناس.
ولكن ذلك لا ينفي أن الجن باستطاعته أن يمس الإنسان ويؤذيه، فوسوسة الشيطان أمر أخبر عنه الله عز وجل في القرآن الكريم، وهو سبب إخراج آدم وحواء من الجنة.
وحتى لا تلتبس عليك الأمور دعنا هنا نرتب الموضوع بنقاط، حتى تستطيع التعامل مع المغالطات التي تتعلق بالجن وتأثيره على الإنسان:
- أولاً: يستطيع الجن إيذاء الإنسان والوسوسة له، وهذا أمر واضح أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى ورود ذلك بالقرآن الكريم.
- ثانياً: تأثير الجن لا يتعدى المس والوسوسة، يعني لا يستطيع الجن التحكم في الإنسان تحكماً كاملاً والسيطرة على جسده.
- ثالثاً: الوقاية أمر ضروري، وهي بملازمة الأذكار والرقية الشرعية.
- رابعاً: لمعرفة وقوع المس، هناك عدة علامات يُستدل بها على ذلك، وهنا أذكرها لك ليكون عندك اطلاع عليها.
علامات مس الجن:
- الشعور الدائم بالصداع دون معرفة سببه.
- تنميل الأطراق غير المقترن بسبب.
- الإعراض عن القرآن الكريم وكره ذكر الله.
- عدم احتمال سماع القرآن والشعور بصداع في الرأس أثناء تلاوته.
- رؤية الكوابيس والأحلام المزعجة، مثل السقوط أثناء النوم في الحلم.
هذه بعض العلامات التي يجب أن تتأكد من عدم وجود سبب آخر لها قبلاً، مثلا الصداع قد يكون له سبب طبي معلوم، ولا يدل كل صداع على مس جن.
والتحصن من المس يكون بعدة أساليب معروفة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي:
1. المحافظة على أذكار الصباح والمساء:
- وهي قراءة آية الكرسي، والمعوذات، التسبيح والاستغفار، بالإضافة إلى الأذكار التالية:
- " أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر"وإذا أمسى قال ذلك أيضا: " أمسينا وأمسى الملك لله.
- اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور، وإذا أمسى فليقل: " اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا وبك نموت، وإليك المصير.
- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء [9] لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
2. بالإضافة إلى آيات الرقية الشرعية، التي أذكر لك منها:
- سورة الفاتحة
- آيات من سورة البقرة، منها الآيات الخمس الأولى، وأيضاً:
واتَّـبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ.
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165).
وكذلك الآيتين الأخيرتين من السورة، بالإضافة إلى الاستعاذة الدائمة من الشيطان الرجيم.