هل يجوز تقسيم صلاة قيام الليل وعدم صلاتها دفعة واحدة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٣ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم يجوز: فصلاة القيام تكون بالزوج: يعني ركعتين أو أربع أو ست أو ثمان أو عشر وهكذا. - وأعلم أن قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء حتى آذان الفجر الثاني. وأفضل وقته هو الثلث الأخير من الليل، وأقل قيام الليل ركعة واحدة يصليها وتراً، وأكثره إحدى عشرة ركعة.

- فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن رضي الله عنه، أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: "ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربع ركعات، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا"، فقلت: يا رسول الله تنام قبل أن توتر؟ قال: (تنام عيني ولا ينام قلبي) متفق عليه.

- فلا يشترط أن يكون قيام الليل في وقت واحد، بل يصح أن يكون مفرقاً فيما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، والدليل ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندها في ليلتها، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم جاء إلى منزله فصلى أربع ركعات ثم نام ثم قام ثم قال: نام الغليم أو كلمة تشبهها ثم قام فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه فصلى خمس ركعات ثم صلى ركعتين ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه ثم خرج إلى الصلاة. أخرجه البخاري.

- واعلم أن قيام ليلة القدر لا يقتصر قيام الليل على الصلاة فقط إنما يعني ذلك القيام بكل الأعمال التي تجعلك منشغلا بطاعة الله طوال ساعات الليل، ومنها قراءة القرآن الكريم والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والانشغال كذلك بسيّد الاستغفار، والدعاء وأكثر منه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

- وحتى تحافظ على قيام الليل لا بد من استحضار النية الخالصة لوجه الله تعالى قبل النوم فنية المرء خير من عمله، فلتكن صادقاً ومخلصاً في نيتك بأنك ستقوم الليل إيماناً واحتساباً لوجه الله تعالى فستجد التوفيق من الله تعالى لذلك القيام.

- وحكم قيام الليل هو سنة مؤكدة:
قال الله سبحانه وتعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) سورة السجدة: (16-17)
- وقال تعالى في وصفه لعباده الصالحين المخبتين: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون *وبالأسحار هم يستغفرون) سورة الذاريات (17، 18).

- واعلم أن قيام الليل سبب من أسباب دخول الجنة، ففي الحديث الصحيح عن أبي مالكٍ الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّ في الجَنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها اللهُ تعالى لِمَن أَطعَمَ الطَّعام، وأَلانَ الكلام، وتابَع الصِّيام، وأفْشَى السَّلام، وصَلَّى باللَّيلِ والناسُ نِيام) أخرجه أحمد وحسنه الألباني.

- وعليه: فيمكنك أن تقوم من الليل أوله أي بعد صلاة العشاء أو قبل النوم وتوتر وتنام، كما يمكنك أن تقوم بعد النوم لتصلي (صلاة التهجد) والتي تكون في الثلث الأخير من الليل وهو أفضل الأوقات للقيام للحديث الشريف (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟") متفق عليه.

- وتكون الصلاة ركعتين ركعتين (ثماني ركعات) ثم يكون الختام بصلاة الشفع والوتر

 - وصلاة الشفع والوتر تصلى على عدة هيئات:
1- تصلى ركعتين مع تسليمة، ثم صلاة ركعة واحدة مع تسليمة.
2- تصلى ثلاث ركعات متتاليات بتشهد واحد وبتسليمة واحدة.