هل الكره يكون للفعل فقط أم يجوز أن يكون للشخص وما الدليل من القرآن؟

1 إجابات
profile/هانئة-سالمين
هانئة سالمين
الشريعة
.
١٦ مارس ٢٠٢٢
قبل ٣ سنوات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إنّ المسلم يحبُّ أخاه المسلم، ولا يكره إلا الفعل السيئ الصادر لأخيه المسلم، ولا يكرهه لذاته، لكن قد يحدث ويكره أحدنا أخاه المسلم؛ لكثرة أذيَّته له وسوئه، وهذا غالباً لا يَد لنا فيه.


وإنَّ الله -تعالى- لا يحاسب على حديث النفس؛ طالما لم نَسْتَغِبْ هذا الشخص ونؤذيه، ونخبر الآخرين بسوئه، وهذا أيضا ما أفتى به الشيخ ابن باز، وهذا ما يدخل ضمن دائرة الوسع، فما كان خارج وُسعنا لا يحاسبنا الله -تعالى- عليه.


والدليل من القرآن هو ما قاله الله -تعالى-: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). "البقرة: 286"


لكن يجب توضيح أمر مهم، وهو أنه يجب أن نحاول قدر الإمكان أن نجعل قلوبنا خالية من الحقد والكراهية، فإن استطعنا أن نعفو ونصفح فكان بها، وإلا إذا لم نستطع ذلك، وكان بمقدورنا أن نصارح من آذانا دون أن يحقد علينا ويزيد من سوئه؛ فالأفضل أن نخبره بذلك ونتحاور معه لنفرغ قلوبنا من هذا الحقد.


ولكن يجب أن نحرص على أن يكون أسلوبنا في المصارحة مهذباً ولطيفاً، بعيداً عن الصراخ والهجوم والإيذاء، وإلا فحاول إيصال ذلك بطريقة مناسبة لا تزيد الأمور سوءاً إن كنت لا تستطيع أن تتحدث بهدوءٍ ورويّة، وأهم ما في الأمر أن ندعو الله -تعالى- دائما بأن يطهِّر قلوبنا، ويغسلها من الحقد والكره، ويجعلنا لا نحمل في قلوبنا غلاً لأحد من المسلمين.