هل صحيح أن الذئب أقوى مخلوق على وجه الأرض ولماذا منحه الله تعالى هذه القوة

 لا شك أن الذئب حيوان مفترس كبير، بري يتمتع بصفات كثيرة من القوة والذكاء والشجاعة والقدرة على التنظيم والتخطيط والدهاء، ويتميز بنظره الثاقب وحاسة شمه القوية، حيوان كثير المكر لا تنتهي حيله أبدا، شديد الصبر وخصوصا على الجوع، لديه القدرة على المراوغة ويعتبر عدو شديد للإنسان، ولا يأكل الجيف حيث يأكل فريسته وهي على قيد الحياة، عن طريق استنزاف دماءها، ولا يرجع عادة من الطريق الذي جاء منه من شدة حرصه، ومع كل هذه الصفات وغيرها الكثير أعتبر وبرأيي الشخصي أن لقب أقوى مخلوق على وجه الأرض للذئب أمر مبالغ فيه للغاية، لكن لا أخفيك أن البعض يعتبر الذئب بنقاء سلالته فقد لقب نسله بنسل الملوك إحدى النماذج الجميلة لأكثر الصور البرية وضوحا سوف أوضح لك ذلك. 

 تعتبر الذئاب أكثر الأعضاء البرية من فصيلة الكلبيات، تُظهِر الأحافير أن هذه الحيوانات عاشت على الأرض منذ 300 ألف سنة، وبهذا تعتبر إحدى الحيوانات الناجية من حادثة الانقراض الجماعي التي حصلت في آخر العصر الجليدي، تعتبر الذئاب مفترسة ولا تتأقلم مع وجود البشر على خلاف الكلاب. 

حيث كانت واسعة الانتشار قديما في جميع أنحاء أوراسيا وأمريكا الشمالية، أما اليوم ينحصر وجودها في أجزاء صغيرة، بسبب تدمير البشر لمواطنها بالزحف البشري، وتظهر الذئاب في ثقافة الشعوب التي تعايشت معها على وجهها السلبي والإيجابي على حد سواء، حيث وجدت بالأساطير وانها كانت آلهة في المثولوجيا الاسكنديليفية. 

 انقسم الناس فمنهم من يجد الذئب شيطان مفترس غدار فتداولت الأمثال بأغدر من الذئب -أخون من الذئب – من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم... وغيرها من الأمثلة 

ومنهم من أحبه لبعض الصفات المتعلقة بروح القطيع، مثلا أن أنثى الذئب التي تلقب بالسرحانة عندما تجد شريك حياتها لا تستبدله بآخر وتعيش معه طول حياته ولا تتزوج غيره بعد وفاته، وكذلك ذكر الذئب لا يعاشر أنثى أخرى حين يكون مرتبطا بزوجة حتى لا يضيع ويتفرق نسله، وكذلك لا يحدث عند الذئاب زواج المحارم الأم والأخت، ويطلق على الذئاب كذلك الابن البار حيث لا تترك والديها عندما يكبران بالسن ويعجزا عن تأمين غذائهما، فشباب الذئاب يصطادون ويأتوا بالفرائس الى أوكار أبائهم لكي يتشاركوا بالأكل سويا. 

وكذلك يعتبر الذئب هو الحيوان الوحيد الذي باستطاعته قتل الجن وقد أطلق البدو على الذئاب لقب نسل الملوك وقد خصه الله بالذكر كذلك بالقرآن الكريم وبرأه من دم يوسف عليه السلام فهو لم يمسسه بسوء بل إخوته هم الذين ابتدعوا الأمر.