ما مدى صحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حرم على نفسه أكل العسل ولماذا وهل صحيح أن الله تعالى عاتبه على ذلك

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٦ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم صحيح، فقد حصلت مع النبي قصة مع زوجاته جعلته يحرم العسل على نفسه ولكنه ليس بتحريم شرعي، يعني أنه لم يقصد التقرب إلى الله بهذا التحريم، ولكنه حرمه على نفسه لما ظنه سبب خروج رائحة كريهة منه، فعاتبه الله تعالى على هذا التحريم لأنه قدوة للأمة، وأمره أن يكفر عن يمينه ويتحلل منه ويرجع إلى أكل العسل.

وهذه القصة هي ما نزلت فيها مطلع سورة التحريم حيث قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2).

روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا، قالت فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير! أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما فقالت له ذلك. فقال: " بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له ". فنزل: لم تحرم ما أحل الله لك إلى قوله إن تتوبا: (لعائشة وحفصة)".

والمغافير: نبته أو بقلة فيها حلاوة لها رائحة كريهة، فعائشة اتفقت مع حفصة رضي الله عنهما على فعل ذلك لإظهار كان العسل أدى إلى خروج رائحة مستكرهة من فم النبي عليه الصلاة والسلام، وكان هذا من أشد ما يكره عليه الصلاة والسلام وهو خروج رائحة كريهة منها، فمنع نفسه شرب العسل وحرمه على نفسه، قال بعض العلماء أنه حلف على ذلك يميناً، وبعضهم قال بل تحريمه على نفسه هو قوله: هو علي حرام بدون يمين.

وكان هذا الفعل من عائشة وحفصة من باب الغيرة التي كانت تقع بين نساء النبي عليه الصلاة والسلام أحياناً.

فنزلت الآيات إلى النبي عليه الصلاة والسلام لتبين له حقيقة فعل عائشة وحفصة وتعاتبه على أنه حرم على نفسه شيئاً مرضاة لزوجاته، مع أن الله أحله له، وأمره تعالى أن يكفر عن يمينه ويتحلل منها.

وإنما كانت هذه المعاتبة اللطيفة لأن النبي في موضع قدوة، ولأنه لا ينبغي على العبد أن يضيق على نفسه في شيء فيحرمه ويمنع نفسه منه مع أن الله أحله وأباحه.

وقد روي في سبب هذه الآيات قصة أخرى أو سبباً آخر، وهي قصة مارية القبطية رضي الله عنها جارية رسول الله عندما وطئها رسول الله في بيت حفصة في يومها ثم دخلت عليه حفصة فحرم جاريته على نفسه إرضاء لحفصة رضي الله عنها.

والله أعلم 





  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة