من هو قائل بيت الشعر ( إن القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاجة يكرهها لا) وما معناه

2 إجابات
profile/أسماء-وليد-أحمد-شاهين
أسماء وليد أحمد شاهين
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
١٧ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
" إن القلوب إذا تنافر ودها

مثل الزجاجة كسرها لا يُجبرُ"


يقال أن هذه الأبيات تنسب للصحابي الجليل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

في الود والعلاقات تختلف مذاهب الناس، وهذا يعتمد على عدة عوامل:
 

  • فمنهم من يفترق عن أحبابه ولا يستطيع إعادة العلاقة إن انتهت.
 وهؤلاء هم الفئة المقصودة في الأبيات السابقة، أنهم إن جرحوا أو انئذوا من أحبابهم وكسرت قلوبهم، فإن قلوبهم تكسر مثل الزجاجة ولا يستطيعون إعادة الود كما كان أو إعادته حتى، وهناك أناس يحق لها أن تُعرض وتصد ولا تعيد الود وخاصة إن كان سبباً يستحق ذلك وجرحاً غائراً لا يبرأ، ومن هؤلاء قد ينهي الود لسبب لا يكاد يذكر ليس للسبب إنما لأنه أراد القطع واتخذ ذلك حجة.


  • وهناك نوع آخر من الناس يسامح ويغفر الهفوات إن كانت صغيرة وعادية ولا تمس كرامتهم، أو أنها أخطاء إنسانية قد يتعرض أي إنسان لها. 
وهنا هم يعودون لأحبابهم بعد افتراقهم أو يقومون بالصلح إن صدوا عن بعضهم البعض، لأنهم يدركون جيداً أن حجم الود بينهم أكبر بكثير من هفوات أو أخطاء يتم إصلاحها بتعديل سلوكهم، وهذا نزار قباني يقول في قصيدته:

"أيظن أني لعبة بيديه؟
أنا لا أفكر في الرجوع إليه

اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه

ليقول لي: إني رفيقة دربه
وبأنني الحب الوحيد لديه

حمل الزهور إليّ. كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه

ما عدت أذكر. والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه

خبأت رأسي عنده. وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه

حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به. رقصت على قدميه

سامحته. وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه

وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديه.

ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه؟

كم قلت إني غير عائدة له
ورجعت. ما أحلى الرجوع إليه."


وهذا لا ينطبق على علاقة معينة بين رجل وامرأة، بل يشمل علاقات القرابة والصداقة وغيرها، ولكنه على سبيل المثال لا الحصر.


وبسبب وجود أناس من المذهبين فلا يمكننا الجزم بأن أحدهما صحيح أو خاطئ، فلكل علاقة خصوصيتها من حيث الأحداث والأسباب والظروف وقوة هذه العلاقة وأخلاق أطرافها التي تحدد مسار عودة الود بعد انكساره أم لا. 

profile/سارة-المجالي-1
سارة المجالي
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
١٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
وَاحرصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى
فرجوعها بَعد التّـنافر يـصعب
إنَّ القـلوبَ إذا تنافـرَ وُدُّهـا
شِبْهُ الزجاجةِ كسرها لا يُجْبَرُ

اختلف على قائل هذه الأبيات، لكن على الأرجح أنها تنسب للإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وتعدّ من روائع ما قال، فهنا يقدم لنا نصيحة مفادها كيفية التّعامل مع الآخرين، وإدراك مشاعرهم، حتّى لا تكون السبب في كسر قلب أحدهم، والمحافظة على الودّ والمحبّة قدر المستطاع، فشبّه الشاعر القلوب إذا تنافرت بالزجاج عندما يكسر، ولا يمكن بعد ذلك إصلاح وعودة ما كان.

إنّ الأبيات السابقة تحمل معاني؛

  • العفو وجبر الخواطر،
  • التسامح،
  • الودّ والمحبّة،
  • تبعات الانكسار والإهانة. 

وبناء على ما سبق فإنّ الأبيات السّابقة بمثابة مدرسة بالأخلاق والفضيلة، إذ تستمد معانيها من الدين الحنيف والشريعة الإسلامية، فالدين الإسلامي حث على جبر الخواطر والصفح والغفران والعمل الصالح، بالإضافة إلى طريقة التعامل مع الطرف المخطئ، والأجر والثواب الذي يلقاه المتسامح والعافي عن الخطأ، يقول الله -عزّ وجلّ-: "فَمـنْ عَفَـا وَأَصْلَـحَ فَأَجـرُهُ عَـلَى الله"، ويقول تعالى: "وَجَـزَاءُ سَيِّئَـةٍ سَيِّئَـةٌ مِثْلُـهَا". 

في أيّ علاقة كانت بين أي شخصين، فإن الاختلافات والمواقف المعاكسة لا بدّ منها، فكل شخص يفكّر بطريقة ما، وهذا أمر صحي، إذ قيل: "الاختلاف لا يفسد للودّ قضية".

لكـن يشترط فـي أي علاقة بين أي شخصين أو طرفين تبادل معاني الاحترام والإجلال والتقدير، والابتعاد كلّ البعد عن التجريح وكسر القلوب بالأفعال والأقوال، وعند ارتكاب الخطأ وجوب الاعتذار؛ لأنّ القلوب كما ورد في الأبيات السّابقة كالزجاج، إن كسرت لا تجبر.