" إن القلوب إذا تنافر ودها
مثل الزجاجة كسرها لا يُجبرُ"
يقال أن هذه الأبيات تنسب للصحابي الجليل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
في الود والعلاقات تختلف مذاهب الناس، وهذا يعتمد على عدة عوامل:
- فمنهم من يفترق عن أحبابه ولا يستطيع إعادة العلاقة إن انتهت.
وهؤلاء هم الفئة المقصودة في الأبيات السابقة، أنهم إن جرحوا أو انئذوا من أحبابهم وكسرت قلوبهم، فإن قلوبهم تكسر مثل الزجاجة ولا يستطيعون إعادة الود كما كان أو إعادته حتى، وهناك أناس يحق لها أن تُعرض وتصد ولا تعيد الود وخاصة إن كان سبباً يستحق ذلك وجرحاً غائراً لا يبرأ، ومن هؤلاء قد ينهي الود لسبب لا يكاد يذكر ليس للسبب إنما لأنه أراد القطع واتخذ ذلك حجة.
- وهناك نوع آخر من الناس يسامح ويغفر الهفوات إن كانت صغيرة وعادية ولا تمس كرامتهم، أو أنها أخطاء إنسانية قد يتعرض أي إنسان لها.
وهنا هم يعودون لأحبابهم بعد افتراقهم أو يقومون بالصلح إن صدوا عن بعضهم البعض، لأنهم يدركون جيداً أن حجم الود بينهم أكبر بكثير من هفوات أو أخطاء يتم إصلاحها بتعديل سلوكهم، وهذا نزار قباني يقول في قصيدته:
"أيظن أني لعبة بيديه؟
أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي: إني رفيقة دربه
وبأنني الحب الوحيد لديه
حمل الزهور إليّ. كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه
ما عدت أذكر. والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه
خبأت رأسي عنده. وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه
حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به. رقصت على قدميه
سامحته. وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديه.
ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه؟
كم قلت إني غير عائدة له
ورجعت. ما أحلى الرجوع إليه."
وهذا لا ينطبق على علاقة معينة بين رجل وامرأة، بل يشمل علاقات القرابة والصداقة وغيرها، ولكنه على سبيل المثال لا الحصر.
وبسبب وجود أناس من المذهبين فلا يمكننا الجزم بأن أحدهما صحيح أو خاطئ، فلكل علاقة خصوصيتها من حيث الأحداث والأسباب والظروف وقوة هذه العلاقة وأخلاق أطرافها التي تحدد مسار عودة الود بعد انكساره أم لا.