العقد مع الشيطان المسؤول عنه إن كان المقصود به أن يعقد الإنسان عقدا بينه وبين الشيطان على ان يخدم كل منهما الآخر ، ويعين كل منهما الاخر على مقصده فهذا واقع وله حقيقة ، كما قال تعالى في القران ( ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي أجلت قال النار مثواكم فيها خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم ) ( الأنعام ، 128)
فمن استمتاع الإنس والجن بضعهما ببعض ما يعين كل واحد منهما الآخر على مقاصده ، فالجن يريد كفر الإنسان وعبادته له أو متابعته له وخضوعه لسلطانه أو محادته لربه وخروجه عن أمره وإغواءه لذرية آدم عليه السلام ليحقق ظنه فيهم بمتابعتهم له في طريقه إلى جهنم وترك عبادة الله ، ومن يستعين بهم من الإنس يريدون من الشياطين إعانتهم على مقاصدهم بالسيطرة على الناس بإظهار معرفتهم بالغيب أو لجوء الناس إليهم لظنهم الضر والنفع من عندهم او أن لهم قدرات عجيبة ومعارف عجيبة وهذا يحقق لهم جاه وسلطان ومال .
فمثل هذا التعاون بين الشيطان والإنسان هو ما نسميه عقد بين الفريقين على التحالف والتعاون لتحقيق مصلحة كل منهما ، فالإنسان يبذل للشيطان ما يريد من كفر وزندقة بإهانة المصحف وكتابته بالنجاسات أو إلقاؤه بالقاذورات أو الدوس عليه ، أو إهانه اسم الله ، أو الذبح للشيطان أو التقرب إليه بشتى أنواع القرب ، والشيطان يبذل للإنسي ما يستطيع من محاولة إضرار الناس أو التسلط عليهم أو إعطائه معلومات وقعت ليصور الناس معرفته بالغيب مما يساعدهم على خضوع الناس وقناعتهم به أو خوفهم منه .
فهذا التحالف الشيطاني، ولكنه لا يتم ولا يحصل لأحد مقاصده إلا بإذن الله وقدره ، فلا يملك أحد الضر والنفع سوى الله تعالى سبحانه ، وهو يأذن بذلك ابتلاء واختبارا لعباده . والله أعلم