أعلم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بالأنساب
هو خليفة رسول الله أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فهو أكثر الناس معرفةً بالنسب وبعلم الأنساب ، وكان كبار الصحابة يرجعون إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه يستفتونه ويستفسرون منه عن هذا العلم .
- وقد استخدم الصحابي العظيم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - علم الأنساب لخدمة الدين ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
-ودليل ذلك: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "
اهجوا قريشًا، فإنه أشد عليها من رشق بالنبل"، فأرسل إلى ابن رواحة، فقال:
«اهجهم»، فهجاهم، فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه، فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحق، لأفرينهم بلساني فري الأديم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبًا، حتى يلخص لك نسبي»، فأتاه حسان، ثم رجع، فقال: يا رسول الله، قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.
-قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لحسان: «
إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله».
- وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (
هجاهم حسان، فشفى، واشتفى) رواه مسلم.
-وعلم الأنساب يعني: الصلة والاتصال فالنسب هو اتصال الأجداد بالآباء واتصال الآباء بالأبناء واتصال الأبناء بالأحفاد.
- ويبدأ النسب من الأسم الأول وينتهي إلى آخر جد في العشيرة أو القبيلة - فيقال فلان بن فلان بن قبيلة كذا .
- ولا يقتصر النسب على العائلة أو القبيلة أو العشيرة، ولكن قد يكون سبب النسب هو الاتصال ببلد أو حرفة أو صناعة أو تجارة، أو جهل أو علم ، أو صفة خَلْقِية.
- و" الناسب أو النسابون " : " هو المشتغل بعلم الأنساب " ، ولك أن تقول: " هو العالم بالأنساب " . فيجتمع فيه إذاً أمران:
1-العلم بأنساب الناس وأخبارهم.
2- العلم بقواعد النسب الكلية والجزئية.
- والله تعالى قد أمرنا بأن ينتسب الولد إلى أبيه، وحرم التبني أو أن ينتسب الرجل إلى غير أبيه أو عشيرته، فقال تعالى: ( " ادعوهم لآباءهم .. " ) الآية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليس منا من انتسب إلى غير أبيه).
- وعلم النسب أو الأنساب لا يعني العصبية لقبيلة أو لجنس أو للون أو لجماعة من الناس دون غيرها، إنما الحكمة منه هو معرفة نسب الشخص إلى أين ينتهي حتى يتعارف الناس فيما بينهم .
- قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة الحجرات (13)
- ومما يؤكد أن الإسلام نبذ العصبية بل وأعدها من أمور الجاهلية ما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ) صححه الألباني.
- المصدر :
http://www.al-amir.info