ا
لمرجئة: هي جماعة تعتقد بأن الْإِيمَانُ قَوْلٌ بِلَا عَمِلٍ " أي الإيمان منفصل عن العمل - وأن الإيمان بالقلب ولا يحتاج إلى عمل كل يصدقه.
- وأبرز معتقداتهم
أولاً: فالمرجئ هو من يؤخر العمل والطاعة عن الإيمان.
ثانياً: أن الشرائع السماوية ليست من الإيمان- فالإيمان هو التصديق بالقول فقط دون العمل المُصدّق بوجوبه.
ثالثاً: أن الإيمان ثابت لا يزيد ولا ينقص لأن التصديق بالشيء والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان عندهم.
رابعاً: أن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان، حتى لو ترك الشخص العمل بالكلية فلا يؤثر على إيمانه.
خامساً: أن أهل المعاصي مؤمنون كاملو الإيمان بكمال تصديقهم بالقول.
سادساً: ويقولون بأن الصلاة والزكاة ليستا من الإيمان!!
- وأول ظهور المرجئة كان في آخر عصر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم:
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" ثم في أواخر عصر الصحابة حدثت القدرية في آخر عصر ابن عمر وابن عباس؛ وجابر؛ وأمثالهم من الصحابة، وحدثت المرجئة قريبا من ذلك، وأما الجهمية فإنما حدثوا في أواخر عصر التابعين بعد موت عمر بن عبد العزيز ".
- ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في المرجئة:
" المرجئة طوائف، ما هم بطائفة واحدة، بعضهم يقول الإيمان هو المعرفة كما يقوله الجهم بن صفوان، وهذا أخطر الأقوال، هذا كفر؛ لأن فرعون يعرف في قرارة نفسه، قال له موسى: (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) الإسراء/ 102، فهو يعرف في قلبه، فيكون مؤمناً؛ لأنه يعرف بقلبه!
ويقول الله -جلَّ وعلا- عن الكفار: (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) الأنعام/ / 33، يعرفون بأن الرسول صادق، فمعنى هذا أنهم كلهم مؤمنون، على مذهب الجهم بن صفوان -قبَّحه الله-، هذا أخطر أنواع الإرجاء.
ومنهم من يقول الإيمان هو التصديق، ما هو بمجرد المعرفة، بل التصديق بالقلب، ولا يلزم الإقرار والعمل، هذا قول الأشاعرة، وهذا قول باطل قولا واحدا، لكن ما هو بمثل مذهب الجهم.
ومنهم من يقول الإيمان هو الإقرار باللسان ولو لم يعتقد بقلبه -قول الكرّامية-، وهذا قول باطل؛ لأن المنافقين يقولون بألسنتهم، والله حكم أنهم في الدرك الأسفل من النار، معنى هذا أنهم مؤمنون.
وأخفّهم الذي يقول: إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان، هذا أخفّ أنواع المرجئة، لكنهم يشتركون كلهم بعدم الاهتمام بالعمل، لكن بعضهم أخفّ من بعض "
-ومن أشهر شيوخ المرجئة:أولاً: ذر بن عبد الله الهمداني: وهو تابعي متعبد توفي في نهاية القرن الأول، قال إسحاق ابن إبراهيم: " قلت لأبي عبد الله - يعني الإمام أحمد -: أول من تكلم في الإيمان من هـو؟ قال: يقولون:
أول من تكلم فيه ذر " (مسائل الإمام أحمد لإسحاق ابن إبراهيم (2 / 162)؛ قال سلمة بن كهيل: "
وصف ذر الإرجاء وهو أول من تكلم فيه.ثانياً: حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة وتلميذ إبراهيم النخعي، قال معمر كنا نأتي أبا إسحاق، فيقول: من أين جئتم؟ فنقول: من عند حماد، فيقول:
ما قال لكم أخو المرجئة؟!!
- وعن أبي هاشم قال أتيت حماد بن أبي سليمان، فقلت: ما هذا الرأي الذي أحدثت ولم يكن على عهد إبراهيم النخعي؟ فقال: لو كان حيا لتابعني عليه يعني الإرجاء "
ثالثاً: قيس الماصر: فقد نقل الحافظ ذلك عن الأوزاعي؛ قال:
أول من تكلم في الإرجاء رجل من أهل الكوفة يقال له: قيس الماصر. تهذيب التهذيب 7/490.
رابعاً: سالم الأفطس: فعن معقل بن عبيد الله الجـزري العبسي قال:
" قدم علينا سالم الأفطس بالإرجاء، فعرضه فنفر منه أصحابنا نفارا شديدا، وكان أشدهم ميمون بن مهران وعبد الكريم بن مالك، فأما عبد الكريم فإنه عاهـد الله لا يأويه وإياه سقـف بيت إلا في المسجـد.
وعليه: فالمرجئة يقولون: إن الإيمان هو تصديق بالقلب، أو هو التصديق بالقلب واللسان يعني مع الإقرار، وأما الأعمال الظاهرة والباطنة؛ فليست من الإيمان، ولكنهم يقولون: بوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات، وأن ترك الواجبات أو فعل المحرمات مقتض للعقاب الذي توعد الله به من عصاه، وبهذا يظهر الفرق بين مرجئة الفقهاء، وغيرهم خصوصا الغلاة، فإن مرجئة الفقهاء يقولون: إن الذنوب تضر صاحبها، وأما الغلاة منهم فيقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة "
-والرد عليهم: أن هذا الاعتقاد يخالف منهج أهل السنة والجماعة فالمرجئة يخالفون أهل السنة والجماعة في أصل من أصول العقيدة، حيث يقول أهل السنة: أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.
والله أعلم