من هم المرجئة وما هي أبرز معتقداتهمم ومن أشهر شيوخهم

2 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٠٨ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 أولا: تعريف الإرجاء:

الإرجاء في اللغة مأخوذ من التأخير، كما قال سبحانه (وآخرون مرجون لأمر الله..).

أما الإرجاء في المصطلح العقدي:

فيطلق على عدة طوائف يجمعها في الأصل إخراج العمل عن مسمى الإيمان وقد يزيدون على ذلك غيره.

فالإيمان عند أهل السنة والجماعة: القول والعمل.

قول القلب:  التصديق،

قول اللسان: النطق بالشهادتين في الأصل ويتبعها سائر أعمال اللسان من الذكر وقراءة القرآن،

وعمل القلب: ويجمعها المحبة والخوف والرجاء ،

وعمل الجوارح:
العبادات البدنية كالصلاة والحج والصيام والجهاد.

فالمرجئة لما أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان وجعلوا الإيمان مقصوراً على القلب أو القلب واللسان،

كأنهم أخروه فسموا مرجئة.

ثانياً: فرق المرجئة:

  • يمكن تقسيم المرجئة إلى ثلاثة أقسام في الجملة:

القسم الأول:

الفرقة التي قالت إن الإيمان هو تصديق القلب ونطق اللسان،

ويجعلون العمل دلالة على وجود الإيمان وليس جزءً منه.

فمن صدق بقلبه ونطق الشهادتين بلسانه فهو مؤمن عندهم.

وهذه الفرقة اشتهروا باسم " مرجئة الفقهاء".

وهي أول فرق المرجئة ظهوراً، وأخفها بدعة.
 
رغم أن السلف اشتدوا كثيراً في النكير عليهم لعلم السلف أن هذا القول سيقود إلى بدع أعظم وهو ما كان.

ومن أشهر شيوخ مرجئة الفقهاء:

- حماد بن أبي سليمان رحمه الله شيخ أبي حنيفة.

- أبو حنيفة النعمان رحمه الله.
وقد ذكر أنه رجع عن هذا القول إلى قول أهل السنة.

- سالم الأفطس.

- وقريب منهم فرقة الماتريدية وشيخها هو أبو الحسن الماتريدي الحنفي.

- القسم الثاني:

وهي الفرقة التي قالت إن الإيمان هو التصديق القلبي فقط.

فمن صدق بقلبه بوجود الله ووحدانيته واستحقاقه وحده للألوهية والعبادة وصدق برسول الله

فهو مؤمن كامل الإيمان.

ولا يشترط نطق اللسان إلا لمعرفة إسلام العبد فقط، وكذلك العمل لا يشترط لوجود الإيمان.

فعند هذه الفرقة لو زعم الإنسان:

أنه مصدق بقلبه بوحدانية الله وصدق رسول الله فهو مؤمن ولو لم يفعل أي عمل من أعمال الإسلام.

ولا يكفر إلا بالجحود عندهم، وهذه الفرقة اعتبرها بعض السلف من غلاة المرجئة.

لأن لازم قولهم خطير وله آثار فاسدة كثيرة.

ولعل من آثار هذا المعتقد الفاسد ما تسمعه من بعض الناس.

 التي لا تصلي ولا تزكي ولا تفعل أي عمل من أعمال الإسلام.

ثم يقول لك قلبي أبيض وإيماني في قلبي!

ومن شيوخ هذه الفرقة: كثير من علماء الأشاعرة مثل:

- القاضي أبو بكر الباقلاني.
- الإمام الغزالي.
- الإمام الرازي الأصولي.

ومن المتأخرين:
 
-اللقاني صاحب جوهرة التوحيد، 
-البياجوري شارح الجوهرة،
-السنوسي صاحب متن أم البراهين.

وهذه الطائفة هي الأكثر والأشهر من طوائف المرجئة

وكتبها هي المتداولة إلى الآن ومعتمدة في كثير في البلدان والجامعات.

- القسم الثالث:

وهي الفرقة التي قالت إن الإيمان هو مجرد المعرفة،


فمن عرف أن الله هو الخالق وهو الإله وأن محمداً هو رسول الله فقد تحقق منه الإيمان،

ولا يشترط معه شيء آخر من التصديق أو القول أو العمل،

وعلى قولهم لا كفر إلا بالجهل.

وهذا القول هو قول جهم بن صفوان ومن تبعه واشتهروا بالجهمية،

وهذه الفرقة كفرها العلماء بالإجماع،

لأن قولهم مناقض لصريح القرآن الذي حكم بكفر طوائف من الكفار 

عرفت الحق ولكنها عاندت ورفضت الانقياد كقوله تعالى عن فرعون (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً...).

  • أهم عقائد المرجئة:

بناء على العرض السابق يظهر أن المرجئة لم تتفق على قول واحد ولكن يمكن أن نعد أشهر عقائدهم ما يلي:

1. إخراج العمل عن مسمى الإيمان،

والاكتفاء بالتصديق مع النطق أو التصديق فقط أو المعرفة فقط.

2. أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص:

لأن الإيمان عندهم شيء واحد وحقيقة واحدة، وهي التصديق أو المعرفة إما أن توجد أو لا توجد.

فهم يعتبرون أن التصديق درجة واحدة لا تفاوت فيها، بخلاف أهل السنة والجماعة الذين يعتقدون أن الإيمان يزيد وينقص.

سواء أعماله القلبية أو أعمال الجوارح.

3. أن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب أو الجحود والاستحلال:


ولا يتصور الكفر بالعمل عندهم مع وجود التصديق بالقلب.

فعلى أصلهم لو فعل ما فعل من النواقض ثم ادعى أن قلبه مطمئن بالتصديق فهو مؤمن!

وبعض المرجئة لا يلتزم ذلك ويجعلون صدور الناقض دليل على انتفاء التصديق من القلب وهذا خطأ.

وهو دليل على خطأ قولهم باعتبار الإيمان هو مجرد التصديق.

بينما الكفر عند أهل السنة والجماعة:

قد يكون بالجحود والتكذيب، وقد يكون بالعناد والاستكبار والإباء مع وجود التصديق والإقرار.

4. منع الاستثناء في الإيمان:

يعني منع قول: أنا مؤمن إن شاء الله، وذلك أنهم لما اعتبروا الإيمان حقيقة واحدة مفردة.

وهي التصديق قالوا أن الاستثناء فيه تشكيك في هذا التصديق وهذا كفر فمنعوا الاستثناء مطلقاً.

وبعضهم أجاز الاستثناء ولكن على جهة التبرك أو باعتبار عدم معرفة العاقبة للإنسان.

بينما أهل السنة يجيزون الاستثناء مطلقاً:

لأن الإيمان عندهم حقيقة مركبة وهو درجات يزيد وينقص.

فهو لما يستثني لا يشك.

وإنما لا يوكل إلى الله معرفة هل وصل إلى حقيقة منزلة الإيمان التي هي مرتبة مدحية عالية أم لا.

  • وأخيراً عليك أن تعلم أنه مع اتفاق أهل السنة والجماعة أن الإرجاء بدعة خطيرة 

-
على تفاوت درجاتها وتفاوت حكم الداخل فيها.

- إلا أنا لا نطعن في كل عالم نسب إليه أو وقع في خصلة من خصل الإرجاء.

- لأن بعضهم وقع في ذلك بحسن نية وقصد وبعد اجتهاد واعتقاد إصابة الصواب.

- فمراعاة حال العالم ومعرفة شأنه وغالب حاله.

- والاعتذار لمن ظهر منهم حسن القصد وإرادة الحق مع إنكار بدعتهم على كل حال.

- هي طريقة أهل السنة والجماعة لا الطعن والوقوع في أعراض العلماء السابقين.

والله أعلم 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
المرجئة: هي جماعة تعتقد بأن الْإِيمَانُ قَوْلٌ بِلَا عَمِلٍ " أي الإيمان منفصل عن العمل - وأن الإيمان بالقلب ولا يحتاج إلى عمل كل يصدقه.

- وأبرز معتقداتهم
أولاً: فالمرجئ هو من يؤخر العمل والطاعة عن الإيمان.
ثانياً: أن الشرائع السماوية ليست من الإيمان- فالإيمان هو التصديق بالقول فقط دون العمل المُصدّق بوجوبه.
ثالثاً: أن الإيمان ثابت لا يزيد ولا ينقص لأن التصديق بالشيء والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان عندهم.
رابعاً: أن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان، حتى لو ترك الشخص العمل بالكلية فلا يؤثر على إيمانه.
خامساً: أن أهل المعاصي مؤمنون كاملو الإيمان بكمال تصديقهم بالقول.
سادساً: ويقولون بأن الصلاة والزكاة ليستا من الإيمان!!

- وأول ظهور المرجئة كان في آخر عصر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم:
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" ثم في أواخر عصر الصحابة حدثت القدرية في آخر عصر ابن عمر وابن عباس؛ وجابر؛ وأمثالهم من الصحابة، وحدثت المرجئة قريبا من ذلك، وأما الجهمية فإنما حدثوا في أواخر عصر التابعين بعد موت عمر بن عبد العزيز ".

- ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في المرجئة:
" المرجئة طوائف، ما هم بطائفة واحدة، بعضهم يقول الإيمان هو المعرفة كما يقوله الجهم بن صفوان، وهذا أخطر الأقوال، هذا كفر؛ لأن فرعون يعرف في قرارة نفسه، قال له موسى: (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) الإسراء/ 102، فهو يعرف في قلبه، فيكون مؤمناً؛ لأنه يعرف بقلبه!
ويقول الله -جلَّ وعلا- عن الكفار: (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) الأنعام/ / 33، يعرفون بأن الرسول صادق، فمعنى هذا أنهم كلهم مؤمنون، على مذهب الجهم بن صفوان -قبَّحه الله-، هذا أخطر أنواع الإرجاء.
ومنهم من يقول الإيمان هو التصديق، ما هو بمجرد المعرفة، بل التصديق بالقلب، ولا يلزم الإقرار والعمل، هذا قول الأشاعرة، وهذا قول باطل قولا واحدا، لكن ما هو بمثل مذهب الجهم.
ومنهم من يقول الإيمان هو الإقرار باللسان ولو لم يعتقد بقلبه -قول الكرّامية-، وهذا قول باطل؛ لأن المنافقين يقولون بألسنتهم، والله حكم أنهم في الدرك الأسفل من النار، معنى هذا أنهم مؤمنون.
وأخفّهم الذي يقول: إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان، هذا أخفّ أنواع المرجئة، لكنهم يشتركون كلهم بعدم الاهتمام بالعمل، لكن بعضهم أخفّ من بعض "

-ومن أشهر شيوخ المرجئة:
أولاً: ذر بن عبد الله الهمداني: وهو تابعي متعبد توفي في نهاية القرن الأول، قال إسحاق ابن إبراهيم: " قلت لأبي عبد الله - يعني الإمام أحمد -: أول من تكلم في الإيمان من هـو؟ قال: يقولون: أول من تكلم فيه ذر " (مسائل الإمام أحمد لإسحاق ابن إبراهيم (2 / 162)؛ قال سلمة بن كهيل: " وصف ذر الإرجاء وهو أول من تكلم فيه.

ثانياً: حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة وتلميذ إبراهيم النخعي، قال معمر كنا نأتي أبا إسحاق، فيقول: من أين جئتم؟ فنقول: من عند حماد، فيقول: ما قال لكم أخو المرجئة؟!!
 
-
وعن أبي هاشم قال أتيت حماد بن أبي سليمان، فقلت: ما هذا الرأي الذي أحدثت ولم يكن على عهد إبراهيم النخعي؟ فقال: لو كان حيا لتابعني عليه يعني الإرجاء "

ثالثاً: قيس الماصر: فقد نقل الحافظ ذلك عن الأوزاعي؛ قال: أول من تكلم في الإرجاء رجل من أهل الكوفة يقال له: قيس الماصر. تهذيب التهذيب 7/490.

رابعاً: سالم الأفطس: فعن معقل بن عبيد الله الجـزري العبسي قال: " قدم علينا سالم الأفطس بالإرجاء، فعرضه فنفر منه أصحابنا نفارا شديدا، وكان أشدهم ميمون بن مهران وعبد الكريم بن مالك، فأما عبد الكريم فإنه عاهـد الله لا يأويه وإياه سقـف بيت إلا في المسجـد.

وعليه: فالمرجئة يقولون:
إن الإيمان هو تصديق بالقلب، أو هو التصديق بالقلب واللسان يعني مع الإقرار، وأما الأعمال الظاهرة والباطنة؛ فليست من الإيمان، ولكنهم يقولون: بوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات، وأن ترك الواجبات أو فعل المحرمات مقتض للعقاب الذي توعد الله به من عصاه، وبهذا يظهر الفرق بين مرجئة الفقهاء، وغيرهم خصوصا الغلاة، فإن مرجئة الفقهاء يقولون: إن الذنوب تضر صاحبها، وأما الغلاة منهم فيقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة "

-والرد عليهم: أن هذا الاعتقاد يخالف منهج أهل السنة والجماعة فالمرجئة يخالفون أهل السنة والجماعة في أصل من أصول العقيدة، حيث يقول أهل السنة: أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.

والله أعلم