للحصول على سعادة الدنيا والآخرة اتّبع هذه النصيحة الّتي أقدّمها لك وأعمل بها وستكون بإذن الله تعالى سعيداً في الدارين الدنيا والآخرة. تعامل مع الأمر على أنّ السعادة الأهمّ هي سعادة الآخرة وأنّ الدنيا ستعيشها بسعادة عندما تعرف أنّها تقودك إلى سعادة الآخرة.
تعامل مع الدنيا كفرصة وحيدة لعبورك إلى سعادة الآخرة، وثق تماماً أنّ نيّتك السليمة واجتهادك وحماسك للسعادة ستجعلك سعيداً، وبالتأكيد حرص الإسلام على سعادة الدارين ومن إحدى أشهر الآيات الّتي تصف لنا مشهد الحرص على النجاح في الدنيا والآخرة هذه الآية الكريمة،
ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناً عذاب النار.
لماذا المؤمن سعيد دائماً؟
تتحصّل سعادة المؤمن من شعوره بالأمان الدائم، على حياته الّتي بيد الله وعلى رزقه الّذي تكفّل به الله وعلى مصيره الّذي وعده الله به يوم القيامة،
المؤمن سعيد وما عليه إلّا أن يسعى ويعمل بإخلاص ويكفيه أن يهوّن عليه مشاكل الحياة الدنيا وهمومها وعدّ الله الحقّ الّذي أخبرنا عزّ وجلّ وعلى لسان نبيّه أنّ أمر المسلم كلّه خير، إذا أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر وكان أيضاً خيراً له.
وهذه نصائح جامعة للإجابة عن سؤالك تعمدت عدم ترتيبها لكي تقوم بترتيبها أنت ولتبدأ سعادتك:
الزوجة الصالحة هي مفتاح للسعادة في الدنيا والآخرة، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا الأمر:” من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتّق الله في الشطر الثاني” معادلة سهلة وراء كلّ رجل سعيد امرأة صالحة والسعادة لابدّ لها أن تشتمل على الدنيا حيث أنّ صلاحها يسعد الرجل وبقي على الرجل تقوى الله في أمره وأمرها حتّى تكتمل سعادتهم بالآخرة معاً.
عندما ذهب الوليد بن المغيّرة ليناظر محمّداً ويستجديه أن ينتهي عمّا أتى به، قرأ عليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم شيئاً من القرآن. فما كان من الوليد أن يشهد بحلاوة ما سمع، بالرغم من كفره فإنّ حاسّة التذوّق البيانيّ واللغويّ لديه كانت عظيمة ومن ثمّ نزلت آيات أخرى فيه تستنكر كفره بعد أن قال ما قال في القرآن الكريم حيث أنّه عندما عاد إلى كفّار قريش قال لهم:
والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجنّ، وإنّ له لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنّ أعلاه لمثمر، وإنّ أسفله لمغدق، وإنّه ليعلو ولا يعلى عليه، وما يقول هذا بشر. فقالت قريش: صبأ الوليد لتصبّون قريش كلّها. هكذا يصف القرآن الكافر فما نقول بمن يؤمن بالقرآن الكريم أيّ حلاوة سيتذوّق وأيّ سعادة ستملئ صدره.
إذاً تلاوة القرآن الكريم والإنصات له له آثار عظيمة على النفس في الدنيا وفي الآخرة ستكون منزلته في الجنّة عند آخر آية قرأها في حياته.
ومن الأمور الّتي تجلب السعادة في الدنيا والآخرة الصلاة حيث كانت الصلاة بالنسبة للنبيّ عليه الصلاة والسلام متنفّساً وواحة يستريح بها كلّما أذن بلال للصلاة.ويجب أن يستحضر المؤمن في صلاته الخشوع وأن يتوجّه بجسده إلى القبلة وأن يتوجّه بقلبه إلى الله عزّ وجلّ حتّى تكون صلاته راحة لصدره لا أن تكون هما يودّ الخلاص منه.
ولا تتمّ السعادة بدون رضى الوالدين حيث كانت وصيّة الله لنا بعد عبادة الله هي التعامل بإحسان مع الوالدين وبرّهم وطاعتهم. فدعوة خيرة من والديك كافية بأن تجعلك سعيداً طيلة حياتك وتورّثك الجنّة.
وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً (23) واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيراً (24) ربّكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنّه كان للأوّابين غفوراً (25)