كل منا لديه أسلوبه الخاص في الكتابة, ليس هناك إجابة محددة, الكتابة الإبداعية تختلف عن العادية بسلاستها وليونتها, تتغذى الكتابة الإبداعية بروح الكاتب وليس موضوع الكتابة بحد ذاته, فأنا شخصياً دائما ما أحب إيراد رأيي الشخصي وتجاربي, وكوني مغرمة بالسينما تراني دائما أتحدث عن الافلام كأمثلة على المواضيع التي أكتبها, فالأفلام في نظري تتحدث عن وتحتوي كل شيء في الحياة, غيري قد يدمج إهتماماته الأخرى في كتاباته. كعشاق الأرقام والإحصائيات, يوردون الأرقام في كافة كتاباتهم كنوع من الدعم للنص, كما أفعل أنا مع خبرتي السينمائية.
ثانياً أجمل ما في الكتابة هنا هي حريتنا وقدرتنا على إدخال أنماط كثيرة من الكتابة, كالقصص والأمثال والنكات والأقوال وهذا وذاك, إدماج هذه الأمور في النص تجعله أكثر متعة للقارىء والكاتب معاً, وتثير فضول القارىء لقراءة المزيد, وعن تجربة, الكثير من صديقاتي يقرأون جميع كتاباتي هنا بشكل دوري, لأن الكتابة الابداعية مثرية وبإمكانها أن تحتوي على كل المعلومات المطلوبة بأشكال مختلفة ومميزة.
أيضاً, البحث ثم البحث ثم البحث, البحث دائما عن مقالات وفيديوهات تخص الموضوع الذي تريد أن تكتبه, تجميع المعلومات من كل مكان وتركيبها بشكل جذاب, إختيار المنطقي والمقنع منها وصياغته بطريقتك الخاصة, حيث أن لمستك الخاصة ستظهر دائما وستميزك عن غيرك من الكتّاب.
تعمّقك في اهتماماتك الخاصة, سيعطيك مجالاً أكبر للكتابة هنا, لأن كلّ واحد منّا يكتب فيما يعرفه أكثر, مثلا أنا, السينما, علم النفس, علم الجريمة. هذه اختصاصاتي, وأنا مسبقاً كنت قد أجريت الكثير من الأبحاث في علم النفس, ودرست الكثير الكثير في مجالاته, وتعمقت في المجالات التي أعجبتني أكثر, كعلم الأخلاقيات او علم النفس الاخلاقي, علم الجريمة ودراسة القتلة المتسلسلين, التحيزات الإدراكية والتأثيرات النفسية, السينما القيّمة بكافة أنواعها الهادفة والتي تتناول مواضيع مهمة, نفسية فلسفية مجتمعية. لذلك عندي مادة خام ضخمة يمكنني الإستفادة منها هنا. وعليك فعل المثل تماما, إستثمر معلوماتك ومثريات فضولك لتخرج أفضل ما لديك في الكتابة.
ترتيب المعلومات وإدخال الصدمات في المنتصف, أي المعلومات الأكثر إثارة, حتى تشد القارىء لإكمال قراءة بقية الموضوع. إذا كان الموضوع علمي, عليك بالإحصائيات والنظريات العلمية وابتعد عن آرائك الشخصية غير المدعومة بحقائق علمية, أقصد أن أقول, تحدّث عن آرائك الشخصية بشكل منطقي وغير فوضوي, ويُفضّل ان تٌدعم الآراء عادةً بأسباب وتحاليل وتفاسير.
نصيحتي الأخيرة هي الإبتعاد عن إهانة الاخرين, وأهمال حقوقهم وراحتهم وحريتهم كقرّاء. مثل بعض الأسئلة التي رأيتها هنا, المهينة لمجتمع المثليين بإعتبارهم مرضى ومختلفين عن البشر وتجب معالجتهم, تختلف الآراء بشكل كبير في هذه المواضيع, أعلم هذا, ولكنها مُهينة حين تتم صياغتها بهذه الطريقة, لأن أي قارىء او كاتب في موقع أجيب, من الممكن أن يكون منهم, أو من الممكن ان لا يمتلك أي مشكلة معهم, فعلينا احترام الجميع بلا استثناء وتجنب الجدل.