متى كانت آخر مرة قرأت فيها كتابًا أو مقالًا مهمًا في مجلة؟ هل تتمحور عادات قراتئك اليومية حول التغريدات أو تحديثات فايسبوك أو حتى الإرشادات والمكونات الموجودة على علبة قهوتك الصباحية؟
إذا كنت واحدًا من عدد لا يحصى من الأشخاص الذين لا يعتادون على القراءة بانتظام، فقد فاتك الكثير.
إن الكتب موجودة في كل مكان. تنتشر المكتبات الكبيرة والصغيرة في جميع أنحاء حرم الجامعات والمدن الكبرى، حيث تمتلئ جميعها بواحد من أهم العناصر الحضارية في كل العصور - الكتب. إن أولئك الذين يقرؤون الكتب يقدرون الأماكن المتعددة للعثور على الكتب، بينما أولئك الذين ليسوا من عشاق الكتب، لا يفهمون ما الذي يمكن أن يجعل القراء يولعون بالكتب، بشرائها، تخزينها وقراءتها. ومع ذلك، هناك سبب منطقيّ لهوسهم أراهن أنك تسمعه طوال الوقت: اقرأ كل يوم.
وعلى الرغم من أن القراءة قد تبدو كمهمة ممتعة وبسيطة، إلا أنها يمكن أن تساعد جسمك وعقلك دون أن تدرك حتى ما يحدث. يمكن أن تكون القراءة أكثر أهمية لهذه الأسباب تحديداً وليس فقط من الناحية المعرفية. وبالنسبة لمن لا يستمتعون بالقراءة، قد تغيرون رأيكم بعد سماع الفوائد الجمّى التي يجنيها أحدهم من قراءة كتاب واحد.
هل يمكن أن يكون شيء سهل وممتع مثل القراءة مفيدًا جدًا في حياتك؟ بالطبع يمكن! يمكن أن تكون القراءة ذات فائدة كبيرة لك بعدة طرق مختلفة - مثل قدرتها على شحذ عقلك وخيالك ومهارات الكتابة لديك. ومع وجود العديد من المزايا التي ترافق مهارة القراءة، يجب أن يكون من الشائع بل ومن الضروري أن تقرأ شيئًا صغيرًا بشاكلة يومية على الأقل.
القراءة مهمة لأنها تطور أفكارنا، وتعطينا معرفة ودروسًا لا نهاية ولا حصر لها مع إبقاء عقولنا نشطة. يمكن للكتب أن تثريك بجميع أنواع المعلومات والقصص والأفكار والمشاعر، ولا يمكن لنا أبداً التقليل من أهمية الكتب في مساعدتنا على التعلم وفهم أصول الأشياء، إن القراءة هي شكل من أشكال الترفيه والمعلومات الخالدة.
ولكن، هل يمكن أن تكون الكلمات والفقرات والعوالم الخيالية مفيدة لك وتحديداً لصحتك؟ يمكن بالتأكيد!
في الواقع، كانت القراءة لسنوات هي الشكل الوحيد للترفيه الشخصي، وربما هذا هو السبب في أن القراءة كانت في دائرة الضوء لفترة طويلة. لقد نجت القراءة وبقيت سائدة على مر السنين، ولحسن الحظ، فقد نجت الفوائد جنبًا إلى جنب مع نجاة الكتب ونجاة القراءة كهواية. فلنتحدث عن بعض الأسباب التي تجعل القراءة مهمة جدًا.
الكلمة المكتوبة، بمعنى ما، تتجاوز حدود الزمن. فمثلاً، إن أفكار شخص مات منذ قرون أو حتى آلاف السنين يمكن إيصالها إليك اليوم من خلال الكلمة المكتوبة، وهذا ما يجعل قراءة الكتب مهمة ومميزة للغاية.
تخيل عدد الأشخاص الذين ساروا على الأرض قبل ذلك. فكر في عدد الأشخاص الذين عاشوا حياة مماثلة لحياتك. اعرف عدد الأشخاص الذين لديهم نفس المشاكل والهموم والمخاوف والرغبات مع تلك التي تعاني منها. كتب الملايين من هؤلاء الأشخاص خبراتهم ومعرفتهم حتى تتمكن من قراءة كتاباتهم والاستفادة منها.
لا شك أنك تعي أهمية قراءة الكتب، وتدرك حمق ذلك ابذي ينكرها ويتاهلها. ومع ذلك، قبل أن تتمكن من تحقيق أقصى استفادة من قراءة الكتب، فأنت بحاجة أولاً إلى معرفة الكيفية الصحيحة لقراءة الكتب، أي ما يجب عليك أن تقوم به وما يجب ألا تقوم به، لنتعلم سوياً أفضل وأسوأ الطرق لقراءة كتاب ما.
كيف تقرأ كتاباً بشكل صحيح
كن منفتحًا على التغيير. يمكن أن تكون قراءة كتاب تجربة مغيرة للحياة. يمكنك أن تبدأ في قراءة كتاب كإنسان ما وبعد الانتهاء منه تجد نفسك إنساناً مختلفًا تمامًا. ولكن لكي يحدث أي تغيير فيك، عليك أولاً أن تكون متفتح الذهن. أثناء القراءة، اترك تحيزاتك وغرورك جانبًا واترك الكتاب ينقل لك رسائله الحقيقية.
كن شكاكاً. أن تكون متفتح الذهن لا يعني عدم الشك. في الواقع، الشك هو الخطوة الأولى في رحلة المعرفة - بدونها لن تذهب بعيدًا. الشك أمر صحي وضروري لنموك الشخصي. لا تحتوي الكتب دائمًا على حقائق ولا يمكن تصديقها أبدًا بناءً على سلطة المؤلف - بل وأكثر من ذلك إذا كان المؤلف هو الأكثر مبيعًا! حقيقة أن مؤلف الكتاب قد يكون مشهورًا أو يُدعى خبيرًا لا يعني أن ما يكتبه صحيح، أو أنه يمكن تطبيقه على حياتك. لذلك عندما تقرأ كتابًا، تأكد دائمًا من استخدام التفكير النقدي ولا تأخذ أي شيء على سبيل اليقين.
استمتع. عندما كنا أطفالًا، لم يكن يُسمح لنا عادةً باختيار الكتب التي نقرأها ومتى نقرأها. دائمًا ما اختار الآخرون الكتب لنا وجعلونا نقرأها. نتيجة لذلك، طور معظمنا موقفًا كريهًا تجاه الكتب والقراءة. ولكنك الآن، كشخص بالغ، يمكنك اختيار قراءة الكتب التي تريدها حقًا. عندما تذهب إلى محل لبيع الكتب، لا تختار أي كتاب فقط، بدلاً من ذلك، ابحث عن الكتب والمؤلفين الذين يتحدثون بعمق إلى عقلك وقلبك. تأكد من عدم قراءة الكتب التي لا تستمتع بها - إلا إذا كنت، بالطبع، على استعداد لإضاعة الوقت.
كيف لا تقرأ كتاباً (ما يجب تجنبه)
تعلم مثل الببغاء. معظم الناس لا يقرؤون الكتب لأنهم مهتمون حقًا بالاستفادة منها. بدلاً من ذلك، يقرؤونها للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات منها، فقط حتى يتمكنوا من تكرار ما تعلموه بطريقة تشبه تقليد الببغاء للآخرين، بهدف وحيد هو الظهور بمظهر ذكي وموثوق. هؤلاء الأشخاص يشاركون في لعبة أنانية تذكرني بأطفال المدارس الذين يحفظون دروسهم لمجرد الحصول على درجات أفضل وترك انطباع جيد لمعلميهم وأولياء أمورهم. لا يحاول هؤلاء الأشخاص خداع الآخرين فحسب، بل يحاولون أيضًا خداع أنفسهم بالاعتقاد بأنهم أفراد أذكياء ومميزون. في الواقع، هم مجرد فئات سخيفة وضحلة.
لا تسمح لنفسك بالانتقال وبتحريك المشاعر بتناغم وبالتأثر بالحتوى. هناك كتب يمكن أن تحركنا بعمق، لكن لا يسمح الكثير منا بحدوث ذلك، وذلك لأسباب مختلفة، أحدها أن الكتاب يمكن أن يجلب إلى سطح وعينا العديد من المشاعر والأفكار غير المرغوب فيها، لذلك نميل إلى قمعها. على سبيل المثال، هناك العديد من الرجال الذين لا يجدون أنه من "الصواب" أن تتحرك مشاعرهم وتظهر بشكل جليّ، معتقدين أنه ليس تصرفاً رجوليًا أن يتحرك المرء ويبكي. ولكن حتى تترك كتابًا يحرك كيانك، فلن تفهمه حقًا وستستفيد منه تمامًا.
أجبر نفسك على القراءة. منذ الصغر، تعلمنا أن نجبر أنفسنا على قراءة الكتب لغرض خفي. لقد تعلمنا القراءة من أجل اجتياز الاختبارات، والحصول على شهادة، والعثور على وظيفة، ولكي نكون أكثر ذكاءً، وما إلى ذلك. لكن هناك قاعدة بسيطة في الحياة: أجبر نفسك على فعل أي شيء ولن تغدوا بعدها سعيداً أبداً. لن تسمح لك قراءة كتاب بالقوة وبالإجبار بتحقيق أقصى استفادة من القراءة - على العكس من ذلك، ستبقيك مركزًا على تلك الغاية المستقبلية التي تفكر فيها، والتي لن تسمح لك بالاستيعاب والاستمتاع بعملية القراءة بحد ذاتها.