ما هي قصة مخاض مريم عليها السلام

2 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قال الله تعالى: (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا). سورة مريم آية رقم 22

- يذكر القرآن الكريم لنا مشهد مخاض وولادة السيدة مريم عليها السلام فعندما كانت وحيدة وكانت تعاني حيرة العذراء في أول مخاض لها ومن غير زوج،

- وهي لا تعلم ماذا سيحل بها فكانت تتمنى لو أنها كانت قد ماتت قبل أن يحصل لها الذي حصل، وتكون نسياً منسياً! كما ذكرت الآية الكريمة إذ قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا.

- وعندما اشتد بها الألم، وكانت في أصعب المواقف وأصعب اللحظات تسمع من يناديها من تحتها

قال تعالى: (فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) سورة مريم آية: 24

- فكانت تضع حملها ولم يكن أحد بجوارها يساندها ويواسيها بالمصاعب والهموم التي سيطرت عليها.

- فكانت المعجزة وقدرة الله تعالى أن يناديها طفلها ليخفف عنها هذا المصاب وتلك الأوجاع وليطمئن قلبها، وليزيد صلتها بربها.

- ويطلب منها ألا تحزن ويرشدها إلى النخلة بان تهزها ليتساقط عليها طعاما فيقول لها: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) سورة مريم: آية 25،

فانظر كيف يكون لإمرأة ضعيفة وبحالة مخاض شديدة أن تستطيع أن تهز نخلة كبيرة جدا لا يقدر عليها بعض الرجال؟؟؟
فمن رحمة الله تعالى بها جعل لديها القوة لتهز تلك النخلة وتأكل منها رطبا شديد الحلاوة وتستند عليها.

فالله سبحانه لم ينسها، ولم يتركها في تلك اللحظات، كما أن الله تعالى قد أجرى من تحت قدميها جدول ماء عذب،
فأوجد الله تعالى برحمته لها طعام وشراب. ليس هذا فحسب، بل قد دلها على حجتها وبرهانها! فيقول لها: (فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا) سورة مريم الآية 23

وهنا دلالة إلى الله تعالى لا يترك من آمن ولجأ إليه وخصوصا من اصطفاهم بالمعجزات.

فلما ولدته حملته حالا قومها فعندما شاهدوها أنكروا عليها. وسمعت إنكارهم وقولهم (فأشارتْ إليهِ) أي هذا الطفل كلموه
(قالوا كيفَ نكلِّمُ من كان في المهد صبياً) فلما سمع عيسى عليه السلام كلامهم وإنكارهم وترك الرضاع وأقبل عليهم يشير بيمينه وقال:
(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) سورة مريم آية 30-33)
فلما كلمهم صدقوا وعلموا براءة مريم، عليها السلام. ثم سكت عيسى لاحقا فلم يتكلم حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الصبيان.

وهناك من يقول بأن حمل وولادة السيدة مريم قد استغرقت تسعة شهور مثل باقي النساء ومنهم من قال ساعات أو ساعة واحدة وهذا الشيء قد سكت عنه القرآن الكريم ولو كان مهما لذكره القرآن الكريم.

ويقول ابن عباس رضي الله عنهما في هذا السياق: كان الحمل والولادة في ساعة واحدة، وقيل: في تسعة أشهر، وقيل ثمانية أشهر، وقيل: ستة أشهر،

كما قال مقاتل: حملته مريم في ساعة، وصور في ساعة، ووضعته في ساعة، وعمرها إذ ذاك عشر سنين، ولما ولدته حملته فورا إلى قومها فأنكروا عليها. وذلك قوله تعال: (يا أختَ هارونَ ما كانَ أبوكِ امرأ سوءٍ وما كانت أمُّكِ بغيَّاً)

وقد ذكرت في كتب السير بأن السيدة مريم توفيت بعد أن رفع عيسى بخمس سنوات، وكان عمرها في ذلك الوقت ثلاثًا وخمسين سنة، ويقال: إن قبرها في أرض دمشق.

والسيدة مريم هي المرأة الوحيدة التي ذكرت سورة في القرآن باسمها وهي سيدة من نساء العالمين وهي المرأة الوحيدة التي تحمل وتلد بغير زوج وهي عذراء وهذه معجزة من الله تعالى للعالمين.

والله أعلم. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/إنعام-عبد-الفتاح
إنعام عبد الفتاح
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠٠١-٢٠٠٥)
.
٠٢ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: " ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان، فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه " ثم قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: " وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم" ( سورة آل عمران، الآية:36 )  رواه مسلم


  عندما حان وقت ولادة السيدة مريم العذراء رضي الله عنها  نأت بنفسها عن أهلها وذهبت إلى مكان بعيد " واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا " (سورة مريم، الآية:16)   ويُقال أنها قصدت بيت لحم في فلسطين،      


وجاءها مخاض الولادة وهي وحيدة بعيدة عن أهلها، ليس لها سابق تجربة في مخاض الولادة ولا شؤون الولادة، ولا معين لها، واجتمعت عليها آلام الولادة مع خوفها وقلقها من هذا الحَمْل الخارق لكل سنن الكون  وهذا المولود الذي سيكون مُعجزاً بلا أب.. وقلقها مما يمكن أن يظنه بها الناس، مما جعلها تتمنى  لو أنها ماتت وصارت منسيّةً  قبل أن يحصل لها هذا الذي يحصل!  " فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا" (سورة مريم، الآية:23) 


 لكن الله عز وجل برحمته ولطفه  لم يتركها تقاسي الآلام والخوف والقلق دون أن يرسل إليها إشارة طمأنة، ويقول لها لا تخافي  إن الله معك!  فأكرمها  بالمعجزة  وجعل طفلها الذي وُلِدَ للتوّ ينطق بكلامٍ كاملٍ  فصيح، ويناديها من تحتها، ليطمئن قلبها، ويصل روحها بربها، ويسكّن رَوْعها، ويثبت فؤادها على الحق، ثم أيضاً ليرشدها إلى كيفية تحصيل طعامها وشرابها!  إذ تفجر ماء نبع من تحت قدمها لتشرب منه، وأمرها الله تعالى أن تهز النخلة التي كانت تقف بجانبها حتى يتساقط عليها رطبها وتتقوى به، يقول الله تعالى: " فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا" ( سورة مريم، الآيات: 24 و 25 )


ثم  يدلها أيضاً على حجتها وبرهانها إذا ما ساءلها الناس عن هذا الطفل المولود بلا أب ! فقال لها: " فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا"  (سورة مريم، الآية:25)