ما هي مظاهر الإعجاز القرآني في سورة مريم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٥ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 في سورة مريم أوجه من الإعجاز القرآني الطبي في قصة سيدتنا مريم خصوصًا، ولا يزال العلماء يتوصلون إلى اكتشافات جديدة كان القرآن قد ذكرها منذ آلاف السنين.

قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً {18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً {22} فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّى عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26} (سورة مريم: 16 – 26).

- لقد شاء الله تعالى أن يجعل لمريم الطاهرة العفيفة معجزة وهي ولادة سيدنا عيسى عليه السلام دون أب
، وبدأت الآيات بموقف ابتعاد مريم عن أهلها نحو الشرق، فلما كانت بعيدة عنهم وحيدة أرسل الله لها جبريل عليه السلام في هيئة بشر ليبشرها بعيسى عليه السلام، فحزنت وأحست بضيق شديد؛ فكيف تواجه قومها بهذا وهي الطاهرة العفيفة؟! وما الذي ستقوله لهم إن سألوها؟! (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20}، فقال لها جبريل بأنه أمر الله تعالى وقدره وأنه سيكون آية للناس ومعجزة ورسولا لهم، (قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21}، فاستسلمت لقضاء الله تعالى ووكلت أمرها له.

-فلما حملت به وحان وقت وضعه وجاءها المخاض تنحت عند جذع النخلة، فزاد حزنها وكان شديدًا لدرجة تمنيها للموت (قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً)، لكن لأن الله تعالى يعلم بأن الحزن يضر بالحامل، ولأنه سبحانه لا يترك عباده المؤمنين فأحدث معجزة أخرى وجعل عيسى عليه السلام يتحدث في مهده (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً)، فأخبرها ألا تحزن لأنها على الحق ولأن الحزن لن يزيد حالتها إلا سوءًا وألمًا، ولأن الله تعالى يعلم بأن الحركة تفيد الحامل أمرها أن تهز جذع النخلة، ولأنه جل وعلا يعلم بأن الرطب يفيد الحامل وفوائده كثيرة جمّة أسقط من النخلة الرطب لتأكله (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً)، ثم أكد مجددا على أن لا تحزن وأن تقر عينها (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّى عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً)، وكان كل هذا على لسان عيسى عليه السلام وهو لا يزال رضيعًا حديث الولادة.

-وقد توصل العلماء إلى أن الحامل عليها أن لا تحزن، لشدة ضرر الحزن بها، ولما يسببه لها من اكتئاب ويدهور صحتها وصحة الجنين ويضعف مناعتها، وهنا يكون الإعجاز القرآني فالله تعالى أخبر بهذا منذ آلاف السنين وقد اكتشفه العلماء حديثًا.

-كما أنهم توصلوا إلى أن الحركة بالمحدود تفيد الحامل وتنشط الدورة الدموية لها وللجنين، والله تعالى أمر مريم بذلك قبل آلاف السنين: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)، فزها للجذع فيه حركة.

- وتوصلوا أيضًا إلى أن الرطب أفضل غذاء للحامل وللنفساء، وفوائده كثيرة تكاد لا تحصى، فهو يخفف آلامها ويعطيها القوة والنشاط ويقوي المناعة، وهذا ما أمر الله به مريم وهي تضع مولودها (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26}