قصة السيدة مريم عليها السلام هي من أجمل قصص القرآن الكريم وأقربها إلى قلوبنا لخصوصية ومكانة الصدّيقة مريم عليها السلام في نفوسنا.
ولدت السيدة مريم بعد وفاة والدها عمران النبي عليه السلام الذي كان من أنبياء بني إسرائيل وكانت أمها حنّة قد نذرت ما في بطنها لله تعالى وحين بلغت مريم سن الخامسة أوفت السيدة حنّة بنذرها وأودعت ابنتها مريم في معبد الرب في بيت المقدس لتكون خادمة المعبد. فأراد كل تلاميذ عمران النبي كفالة هذه البنت الطاهرة فأجروا قرعة بينهم وألقوا أقلامهم في النهر فجرفت مياه النهر كل الأقلام إلّا قلم سيدنا زكريا عليه السلام ففاز بكفالتها .
ونشأت مريم في أجواء معبد بيت المقدس تقوم بالخدمة وتمضي معظم أوقاتها في خلوتها مع الله في عبادتها وتبتّلها إلى ربها الذي ملأ حبه قلبها.
وبينما هي في خلوتها جاءها الروح القدس أي جبريل عليه السلام وبشّرها بغلام سيكون من الصالحين ومن المقرّبين |وهنا كانت دهشة السيدة مريم إذا كيف ستحمِل وهي عذراء لم يمسسها بشر فقال لها ملاك الوحي أنَّ هذا هو أمر الله .
وحين شارفت على وضع وليدها المبارك هجرت المعبد واتجهت إلى مكان بعيد في الصحراء وكانت وحيدة وخائفة وحزينة فقيل لها لا تخافي ولا تحزني وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيّا فكلي واشربي وقرّي عينا.
وحملت مولودها نبي الله عيسى عليه والسلام ورجعت إلى قومها فلما رؤوها رموها بأبشع التهم والإفتراءات فلم ترد عليهم بكلمة وأشارت إلى طفلها فأنطقهُ الله في المهد وقال للناس أي لبني إسرائيل:{إني عبد الله آتنيَ الكتاب وجعلني نبيا *وجعلني مباركاً أينما كنتُ وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّا* وبرّا بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقياً* والسلام عليَّ يوم ولدتُ ويوم أموتُ ويوم أُبعَثُ حيّا}.سورة مريم.