لماذا قالت السيدة مريم (ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً )

1 إجابات
profile/آمنة-عفانة
آمنة عفانة
ماجستير في الفقه الاسلامي (٢٠١٨-حالياً)
.
٢٠ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
تفسير آية :(فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا )
فسر العلماء قول مريم عليها السلام والوارد في الآية الكريمة أن مريم عليها السلام ابنة عائلة تقية صالحة لا يعرف عنها غير ذلك وقد نذرت أم مريم مريم للعبادة فكانت فتاة صالحة نقية تقية عابدة لله عز وجل وفي أحد الأيام وهي في خلوتها جاءها روسول من الله ليبشرها بغلام فكانت هذه الصدمة الأولى لها أن كيف يكون لها غلام ولم يمسسها بشر فمض الأيام حتى جاءت لحظة الولادة التي اجتمع فيها الأم الجسدي وهو المخاض والألم النفسي بسبب ما ستواجهه من مجتمعها من الفضيحة وغيره من الكلام ففي تلك اللحظة قالتما قالته والذي من خلاله عرف حكم تمني الموت بسبب الفتنة ولا يحوز في غيره فهي علمت أنها ستبتلى بهذا المولود و تمتحن به فهؤلاء قومها لن يصدقوها في خبرها ولن يحملو رأييها على السداد وهي العابدة النقية وقد يظنون بها ظن السوء فقصدت بتمنيها الموت قبل هذا الحال .
 
(وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ) قصدت لو أنها لم تخلق ولم تك شيء، وجاء في تفسير آخر أنها استحياء من الناس فتمنت الموت قبل هذا الكرب التي هي فيه وكانت شيئا لا يعرف ولا يذكر .

كيف هون الله عز وجل على المريم عليها السلام ؟
نعلم من خلال سياق الآيات كم كابد مريم من الآلام النفسية والجسدية وكيف كانت هذه المرحلة الصعبة مليئة بالمفاجئات والصدمات من دخول الملك عليها وهي فخلوتها ليبشرها بالغلام وفترة حملها ولحظة الولادة والمخاض هي وحدها في هذه اللحظة التي لم تمر بها من قبل فكان لطف الله ورحمته بها أعظم من كل ما اجتمع بها من الآلام فجعل ابنها المولود حديثا يطمئنها ويهدء من روعها ويصلها بربها ويدلها على طعامها وشرابها ويدلها أيضا على حجتها وبرهانها .
فقد أجرى الله عزو وجل لها تحت قدميها جولا من ساريا وجعل النخلة التي تستند عليها تنزل الرطب لها لكي تأكل منه وهو من المعلوم أن الطعام الحلو مفيد للنفساء والتمر والرطب خاصة فكانت الآية : ( فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ ) (مريم :26) .

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة