ما هي الحكمة من مشروعية صلاة التطوع للمسلمين

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
صلاة التطوع تأتي بعد الفرائض والسنن الراتبة.
ومثالها: صلاة الضحى، وصلاة التراويح، وقيام الليل.

-والحكمة من مشروعيتها ما يلي:
أولاً: لأنها تُجبر وتكمل النقص الذي حصل في صلاة الفرض، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ أول ما يُحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة”. قال يقول ربنا جلّ جلاله: انظروا في صلاة عبدي، أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة، كتبت له تامة، وإنّ كان انتقص منها شيئاً، قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع، قال: أتموا لعبدي فريضتهُ من تطوع، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم”. أخرجه أحمد.

ثانياً: لأن كثرة الصلاة والسجود سبباً من أسباب دخول الجنة ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم فيها، فعن ربيعة بن كعب بن مالك الأسلمي رضي الله عنه؛ قال: “كنت أبيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتهُ بوضوئهِ وحاجتهِ، فقال لي “سل”. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود” أخرجه مسلم.

ثالثاً: لأن رفع الدرجات في الجنة سببه كثرة السجود لله تعالى، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري؛ قال: لقيتُ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أخبرني بعملٍ أعملهُ يُدخلني الله به الجنة، أو قلت بأحب الأعمال إلى الله؟ فسكت ثم سألته؟ ثم سألته الثالثة؟ فقال: سألت عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال: “عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجدُ لله سجدة، إلا رفعك الله بها درجة، وحطّ بها عنك خطيئة”. قال معدان: ثم لقيتُ أبا الدرداء، فسألتهُ؟ فقال لي مثل ما قال لي ثوبان. والحديثانِ هنا يدلانِ على فضيلة الإكثار من صلوات التطوع.

رابعاً: من أجل نيل محبة الله تعالى ورضاه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه " رواه البخاري.

خامساً: من أجل غفران الذنوب وقضاء الحاجات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلةٍ حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟! مَن ذا الذي يسألني فأعطيَه؟! مَن ذا الذي يستغفرني فأغفرَ له) متفق عليه.

سادساً: ومن الحكم والفوائد ما قاله الإمام الشاطبي رحمه الله في الموافقات من أن المندوبات بمنزلة الحُمى والحارس للواجبات إذ هي رياضة للنفس يستدعي القيام بها أدى الفرائض، فمن أدى النوافل فإنه لا محالة يؤدي الواجب، ومن قصر في أداء النوافل، فهو عرضة لأن يقصر في أدى الواجبات.

سابعاً: من أجل تحصيل الثواب والأجر المترتب على فعل الصلوات كما دلت السّنة على ذلك.

ثامناً: ومن الحكم أيضاً تدريب النفس وتوطينها على عبادة الله تعالى لكي تعتاد على ذلك ويسهلُ عليها فعل الطاعة فتلتذُ بها، ويحصل لها الخشوع والخضوع، فتسهل عليها الفرائض وتتهيأ لها.

تاسعاً: لأن النوافل تعتبر من أعظم الأسباب في صلاح القلب واستقامته وطهارته وبذلك تصلح أموره وتستقيم أحواله.

عاشراً: انشغال الوقت بأفضل الطاعات وأجلِ القربات من الله تعالى وهي الصلاة. 

الحادي عشر: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في تأدية النوافل، ومثله السابقين المُقربين من سلف هذه الأمةِ، الذين يكونون في أعلى المراتب عند الله.