ما هو حكم تكرار الحج لكل من الرجال والنساء

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٩ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
يجوز تكرار الحج للرجال والنساء وفيه فضل عظيم إن تيسر ذلك .ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:  «تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان: الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة» رواه الترمذي والنسائي وقال حديث حسن .

- ولكن نظراً للظروف في هذا الزمان من كثرة تكاليف الحج ، وأنه غير متاح لكل شخص في كل عام ، ولكثرة الإزدحام في الحج ، وكثرة إختلاط الرجال بالنساء في الحج فالأفضل عدم التكرار - لأن المطلوب من المسلم الحج مرة واحدة في العمر - .

- فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله تعالى عنه -  قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا ) فَقَالَ رَجُلٌ: أَكَلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ

- وعن ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً ؟ قَالَ : بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً ، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ ) رواه أَبُو دَاوُد (1721) وصححه الألباني
- وعليه : فالمطلوب من المسلم حجة واحدة في العمر ( حج الفرض ) فإن تيسر له أن يحج حجة التطوع فهذا أفضل ، وإن تيسر له أكثر من مرة ، فالأفضل أن يتصدق بقيمة الحج على الفقراء والمحتاجين ، أو أن يتبرع بقيمة الحج إلى شخص آخر لا يستطيع أن يحج فيحججه على نفقته ، وله نفس الأجر .
- وخير دليل على ذلك قصة الإمام عبدالله بن المبارك الذي كان يحج عامًا ويغزو في سبيل الله عامًا، وفي العام الذي أراد فيه الحج.. خرج ليلة ليودع أصحابه قبل سفره، فوجد امرأة في الظلام تنحني على كومة من القمامة تفتش فيها حتى وجدت دجاجة ميته فأخذتها وانطلقت لتطهوها وتطعمها صغارها، فتعجب ابن المبارك ونادى عليها وقال لها: ماذ تفعلين يا أمة الله؟ وذكرها بالآية (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ).
فقالت له: يا عبد الله – اترك الخلق للخالق فلله تعالى في خلقه شؤون، فقال لها ابن المبارك: ناشدتك الله أن تخبريني بأمرك.. فقالت المرأة له: أما وقد أقسمت عليّ بالله.. فلأخبرنَّك:
إن الله قد أحل لنا الميتة، وأنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات ولا يوجد من يكفلنا، وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبًا رحيمة فخرجت ألتمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميتة .. أفمجادلني أنت فيها؟، وهنا بكى عبدالله ابن المبارك، وقال لها: خذي هذه الأمانة وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج وعاد إلى بيته ولازمه طوال فترة الحج.

- ولمزيد من التفاصيل يمكنك مراجعة موقع ( الشيخ إبن باز