أمر الله المرأة بغض البصر كما أمر الرجال بذلك فقال سبحانه في سورة النور :
قال تعالى : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ويحفظن فروجهن ..) (النور،31)
قال ابن كثير رحمه الله " عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن، ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة، ولا بغير شهوةـ أصلاً".
أما كيف تغض المرأة بصرها : فنظر المرأة إلى الرجال نوعان :
النوع الأول: نظر فيه شهوة ورغبة أو يخشى منه الفتنة، فهذا يحرم على المرأة بالإجماع ، لظهور المفسدة فيه ، وذلك كنظر المرأة إلى رجل أعطاه الله جمالاً في الخلقة وتأملها في محاسنه، وتكرار نظرها إلى رجل آخر دون حاجة مع تقصد هذه النظر.
النوع الثاني: ألا يكون فيه شهوة أصلاً ولا يخشى فتنة منه بحسب الظاهر، فهذا قد اختلف العلماء في حكمه فبعضهم أجازه وبعضهم حرمه .
فمن منعه :احتج بحديث أم سلمة أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وميمونة قالت: " فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه، وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه، فقلت يا رسول الله: أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو عمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟" (رواه الترمذي وحسنه وضعفه بعض العلماء)
ومن أجاز مثل هذا النظر احتج بحديث عائشة رضي الله عنها حيث كانت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم في المسجد ورسول الله قائم يسترها والحديث في البخاري.
وعلى كل حال فالتشديد مع عدم الشهوة وأمن الفتنة بحق المرأة أخف من الرجل .
والنهي يحمل على ما تعمدت فيه المرأة النظر وتقصدت رجلاً بعينه وتأملته ، أما ما يقع أثناء مشي المرأة في الأسواق فهي ليست مأمورة بغض البصر عن مثل هذا النظر العابر ، وإلا لكن الرجل مأموراً بالحجاب ، فمثل هذا النظر مفسدته قليلة فلم يحرم .
وإذا وجدت الحاجة إلى النظر كنظر المرأة إلى خطيبها أو إلى البائع أو إلى الشاهد فإنه النظر جائز بالإجماع .
والله أعلم
254 مشاهدة
