حكمه أنه لا يجوز/ فقد حرّم الإسلام المسألة على كل مَن يملك ما يُغنيه عنها من مال أو قدرة على التكسب.
- فالإسلام جاء وقد حرّم التسول على كل مسلم كان يملك ما يُغنيه عنها من مال أو مكسب أو قدرة على التكسب،
- كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين على من تحل لهم المسألة، فقال: "إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، أو جائحة" رواه مسلم.
- ولم يفرق الإسلام عن المسألة سواء كان ما يسأله زكاة أو تطوعاً أو كفارة أو صدقة، ولا يحل للمتسول أخذ أي شيء دون الحاجة لذلك.
- قال الشبراملسي: "لو أظهر الفاقة وظنه الدافع متصفاً بها لم يملك ما أخذه؛ لأنه قبضه من غير رضا صاحبه، إذ لم يسمح له إلا على ظن الفاقة"، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ) رواه مسلم،
- فالشخص المتسول لهذه المهنة الذميمة يأكل أموال الناس بالباطل وبدون حق، ويُطعم أبناءه مالاً حراماً، قال الله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ) سورة البقرة 188
- والتسول فيه مذلة للمسلم فقد حرم الإسلام أن يسأل المسلم بغير حاجة وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُذلّ المؤمن نفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ) أخرجه الترمذي.
- كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من التسول وسؤال الناس بغير حاجة كما أنه نفّر منها لعدة أسباب:
أولا: أن صاحب التسول قد يهان ويفقد كرامته في الدنيا.
ثانيا: أنه بتلك الأعمال قد يسيء إلى آخرته لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ). رواه البخاري.
ثالثا: أنه بتسوله بدون حق فإنه يأخذ أموال الناس بالباطل، ويأكل هو ويُطعم أبناءه مالاً حراماً.
رابعا: أن المتسول سيسأله الله تعالى يوم الحساب عن فعلته
-فالإسلام جاء لتكريم المسلم وصون نفسه عن التعرض والابتذال للإهانة وحفظ كرامته، من الوقوف بمواقف الذل والهوان.
-فقد حذّرت الشريعة الإسلامية من التعرض للتسول والذي يتنافى مع الكرامة الإنسانية التي خصها الله تعالى للإنسان، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) سورة الإسراء/آية 17.
-وقد حض الإسلام على العمل والإنتاج، كما أنه جعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب عرقه ويده؛ لقول صلى الله عليه وسلم: (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) رواه البخاري.
-وقد اعتبر القانون الأردني التسول بغير سبب مشروع جريمة يستحق صاحبها العقاب عليها؛ لأنه أكل لأموال الناس بالباطل، ووسيلة من وسائل التحايل على الناس.
-والشخص الذي ابتلي بالتسول عليه أن يرجع إلى الله تعالى وأن يتوب توبة نصوح وأن يتصدق بالمال الذي جمعه دون حاجة وأن يبحث عن عمل للكسب منه بالحلال.
وأن يكثر من الاستغفار ومن الدعاء بأن يصرفه الله تعالى عن هذا العمل الذميم.
- كما لا بد من التنبه على الناس أن يحذروا من المتسولين ولا تسوقهم العاطفة لإعطائهم ما لا يستحقون، فالأصل بالمسلم أن لا يعطي ماله إلا من يستحق ويكون متأكداً أن يستحق الصدقة أو الزكاة، فإن لم يتأكد فليذهب إلى لجان الزكاة المنتشرة في كل مكان فهم الأعرف بالفقراء، وإن كان لا يثق بأحد فإبمكانه أن يأخذ منهم الأسماء والعنوانين ويذهب بنفسه ليتصدق.
والله تعالى أعلم.