ما هي الحكمة من تغيير المكان لأداء السنة بعد أداء صلاة الفريضة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قد يكون من الحكمة :
1- هو الفصل بين صلاة الفرض وصلاة السنة . فإنه يسن للمسلم أن يفصل النافلة عن الفريضة، إما بكلام، أو بانتقال من موضعه، لحديث معاوية قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نصل صلاة بصلاة، حتى نخرج أو نتكلم".

2- وقد يكون من الحكمة حتى تشهد له الأرض في أكثر من مكان .
- ولا يجب تغيير مكان الصلاة سواء كانت صلاة شفع ووتر أو سنة فلو صلى المسلم الفرض والسنة والشفع والوتر في مكان واحد جاز ذلك. ولم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية وجوب تغيير مكان الصلاة.
- ولكن هنا لا بد من التذكير ببعض الأمور:
1- أن عدم تغيير المكان أيضاً لم يرد في نص لا من القرآن الكريم ولا من السنة النبوية، لأننا نلاحظ في كثير من المساجد يتخذ بعض الناس مكاناً خاصاً يصلي به جميع الصلوات لا يغيره أبداً!!!
2- أن الذي ورد فيه الفضل كمكان للصلاة هو الصف الأول وعلى يمين الصفوف بشكل عام، فقد ورد في الحديث الصحيح الذي يرويه البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ يصلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ) رواه ابن ماجه
-  وعن عائشةَ رضي اللَّه عنها قالت: قالَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّه وملائِكَتَهُ يُصلُّونَ عَلَى ميامِن الصُّفوف) رواه مسلم.

3- أنه من الأفضل صلاة السنة والوتر في البيت، فأفضل صلاة الرجل بعد الصلاة المكتوبة في المسجد هي صلاته في بيته. أنه من الأفضل تغيير المكان في الصلوات،: فمثلاً:  صلى الفرض في مكان، ثم يصلي السنة في مكان آخر، يصلي الشفع والوتر في مكان ثالث. لأن انتقال المصلي من مكان لمكان ليصلي فيه _ يعني يصلي الفرض ثم ينتقل إلى مكان آخر يصلي السنة - فهذا داخل في عموم قوله تعالى السابق.  -عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: قرأ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ ثُمَّ قَالَ: (أتَدْرونَ مَا أخْبَارهَا)؟ قالوا: الله وَرَسُولُهُ أعْلَمُ. قَالَ: (فإنَّ أخْبَارَهَا أنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلّ عَبْدٍ أَوْ أمَةٍ بما عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا تَقُولُ: عَملْتَ كَذَا وكَذَا في يَومِ كَذَا وكَذَا فَهذِهِ أخْبَارُهَا) رواه الترمذي، وَقالَ: (حديث حسن صحيح).

-وعن الحكم رضي الله عنه قال: (رأيت أبا أُميَّة صلَّى في المسجد الحرام الصَّلاة المكتوبة، ثمَّ تقدَّم فجعل يصلِّي هَهُنا وهَهُنا، فلما فرغ قلت له: ما هذا الَّذي رأيتك تصنع؟ قال: قرأت هذه الآية ﴿ يومئذٍ تُحَدِّثُ أخبارَها ﴾ فأردت أن تشهد لي يوم القيامة)

- فمن خلال الآية السابقة نستنتج بأن الأرض ستتكلم وتشهد علينا بأمر من الله يوم القيامة وستقول: فلان عصاني وشرب الخمر وزنا وظلم وفجر وقتل ولم يخلص في علمه ولم يحلل رزقه، ومشى فوقي بالغيبة والنميمة، وغش في بيعه، وفلان عق والديه، وفلان لم يصلي وغيرها من سائر الذنوب.

-كما ستشهد للعبد الطائع، المصلي الذي كان يذهب على ظهرها للمساجد، وفعل الخيرات، ومن أجل الإصلاح بين الناس، والتصدق على الفقراء والمساكين، ورعاية الأيتام، والعمل التطوعي، ونصرة المظلوم، ومساعدة المحتاج، وفعل الطاعات من صلاة وصوم وزكاة وحج وعمرة، وقراءة للقرآن وغيرها من الطاعات.

- وهذا الصحابي أبو الدرداء - رضي الله عنه - يوصينا بقوله: (اذكروا الله عند كل حُجيرة وشجيرة لعلها تأتي يوم القيامة تشهد لكم).

- وكذلك الصحابي بن عمر - رضي الله عنهما- يقول: (من سجد في موضع عند شجر أو حجر شهد له يوم القيامة عند الله).

- وقال الإمام عطاء الخراساني رحمه الله: (ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة، وبكت عليه يوم يموت).

- قال الله تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) سورة الدخان (29)

- قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية الكريمة: وإذا فقده مُصَلاه من الأرض التي كان يصلي فيها، ويذكر الله فيها بكت عليه.