1- من أجمل القصص هي قصة سيدنا أيوب عليه السلام الذي مرض مرضاً مؤلماً وشاقاً ومعدياً مدة تجاوزت الخمسة عشرة عاماً !!! ومع ذلك صبر وفي النهاية عرض أمره الله تعالى مناجياً له بأنه قد مسه الضر وأن الله أرحم الراحمين ، قال الله تعالى : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ) سورة الأنبياء (83-84)
- فقد ورد في كتاب المستدرك على الصحيحين للإمام أبو عبدالله محمد بن الحاكم النيسابوري - رحمه الله - قال : إنَّ أيوب نبي الله لبث به بلاؤه خمسة عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه، كانا من أخصِّ إخوانه، قد كانا يغدوان إليه، ويروحان.
فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: نعلم والله، لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين.
فقال له صاحبه: وما ذاك؟
قال: منذ ثمانية عشر سنة لم يرحمه الله، فكشف عنه ما به.
فلما راحا إلى أيوب، لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك.
فقال له أيوب: لا أدري ما تقول، غير أنَّ الله يعلم أني كنت أمرُّ بالرجلين يتنازعان يذكران الله، فأرجع إلى بيتي، فأكفر عنهما، كراهية أن يذكر الله إلا في حق.
وكان يخرج لحاجته، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ.
فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه: أن اركض برجلك، هذا مغتسل بارد وشراب.
فاستبطأته، فتلقته، وأقبل عليها، قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو أحسن ما كان.
فلما رأته، قالت: أي بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ والله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا!
قال: فإني أنا هو.
وكان له أندران: أندر للقمح، وأندر للشعير.
فبعث الله سحابتين، فلما كانت أحدهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين،
2- قصة الثلاثة الذين أغلق عليهم باب الكهف بصخرة كبيرة ، فحالوا الخروج فلم يستطيعوا حتى يأسوا من الخروج ، فقالوا لبعضهم لن يخرجنا الله تعالى من هذا الأمر إلا أن ندعوا الله تعالى يصالح أعمالنا :
- ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بينما ثلاثة نفر يمشون، أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم.قال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صِبية صغار كنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني، وإني استأخرت ذات يوم فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما وأكره أن أسقي الصبية، والصبية يتضاغون عند قدمي حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلته ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله فرأوا السماء.وقال الآخر اللهم إنها كانت لي بنت عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت منها فأبت علي حتى أتيتها بمائة دينار فبغيت حتى جمعتها فلما وقعت بين رجليها قالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت، فإن كنت تعلم أني فعلته ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة ففرج.وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجيرا بفرق أرز، فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت عليه فرغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا وراعيها، فجاءني فقال اتق الله فقلت اذهب إلى ذلك البقر ورعاتها فخذ فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فخذ، فأخذه، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي، ففرج الله. وفي رواية فخرجوا يمشون ) متفق عليه .
- هناك قصص كثيرة قديماً وحديثاً يمكن الرجوع إليها في مصادرها .
-وعليه : فيجب علينا أن نعلم بأن الدعاء عبادة ، ونحن مطالبون بهذه العبادة ، مع اليقين التام بأن الله تعالى سيستجيب، ففي الحديث الصحيح قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ.)
- ومن أهم الأسباب المعينة على قبول الدعاء هو حسن الظن بالله عز وجل بانه سيستجيب لنا . ولم تذكر لنا السنة بأنه يوجد هناك علامات يشعر بها الإنسان لقبول الدعاء و لكن هناك علماء ذكروا بان هناك علامات يستدل بها على قبول الدعاء .
ومن تلك العلامات: ( الخشية والبكاء والقشعريرة، وربما تحصل الرعدة وَ سكون الْقلب والشعور بالراحة والطمأنينة وَبرد الجأش وَظُهُور النشاط حَتَّى يظنّ الداعي أَنه كان على كتفيه حمل ثقيل ثم أزيح عنه ) .