كيف أحسن الظن بالله عند الدعاء؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٤ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 حسن الظن بالله تعالى: هو الثقة المطلقة وقوة اليقين بالله تعالى وبسعة رحمته وكرمه وعفوه ومغفرته وتوفيقه للعبد المسلم، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فليظن بي ما يشاء) متفق عليه.
 
 فالذي يدعو الله عز وجل وهو محسن الظن بربه فسيعطيه الله تعالى سؤله فهو يدعو سميعا قريبا مجيبا قويا قادرا عالما ويدعو من يراه في مكانه ومن يسمع كلامه ويعلم سره ونجواه
 
ولكي تحسن الظن بالله تعالى عليك أن تتيقن بأن ربك عز وجل سوف يستجيب دعاءك ويجب أن تدعوه وأنت متيقن تمام اليقين بالإجابة وأن لا تستعجل الإجابة.

فينبغي على المسلم أن يحسن الظن بالله تعالى، وأن لا ييأس من إجابة الدعاء مهما تأخرت الإجابة،
وأن لا يلتفت إلى وسوسة الشيطان وإلى تثبيطه وكيده، وليعلم العبد المسلم بأن مجرد الدعاء هو عبادة، ويعد من أقوى الوسائل التي تقرب العبد إلى خالقه وقد قال صلى الله عليه وسلم: من لم يسأل الله يغضب عليه. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
 
كما أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.

فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من أن نقول دعوت فلم يستجب لي وقد يستجاب لأحدكم ما لم يستعجل يقول دعوت فلم يستجاب

يقول ابن الجوزي: اعلم أن الله عز وجل لا يرد دعاء المؤمن، غير أنه قد تكون المصلحة في تأخير الإجابة، وقد لا يكون ما سأله مصلحة في الجملة، فيعوضه عنه ما يصلحه، وربما أخر تعويضه إلى يوم القيامة، فينبغي للمؤمن أن لا يقطع المسألة لامتناع الإجابة، فإنه بالدعاء متعبد، وبالتسليم إلى ما يراه الحق له مصلحة مفوض
 
- وحسن الظن بحاجة إلى العمل الصالح والأخذ بالأسباب، وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، وعدم الاستعجال باستجابة الدعاء وإن تأخر الفرج، وعليه أن لا يسخط بقضاء الله وقدره، وأن يتيقن بأن بعد العسر سيكون اليسر، وبعد الضيق سيأتي الفرج القريب.

وينبغي على العبد المسلم أن يبتعد عن الذنوب وعن الإصرار على الكبائر والظلم والمخالفات، لأن وحشة المعاصي والظلم والإجرام: تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجود في الشاهد، فإن العبد الآبق المسيء الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به"


وأجمل ما قيل في حسن الظن بالله تعالى هو ما قاله الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم:
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، يَقُولُ: (لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه مسلم.
 
ويقول النووي رحمه الله تعالى في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (يحسن الظن بالله تعالى): أن يظن أن الله تعالى يرحمه، ويرجو ذلك، ويتدبر الآيات والأحاديث الواردة في كرم الله سبحانه وتعالى، وعفوه ورحمته، وما وعد به أهل التوحيد، وما ينشره من الرحمة لهم يوم القيامة، كما قال سبحانه وتعالى في الحديث الصحيح "أنا عند ظن عبدي بي"

ويقول: ابن القيم رحمه الله تعالى" ولا ريب أن حسن الظن إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده، ويقبل توبته.
 


  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة