ما حكم من تراجع عن فعل أمر ما بسبب الطيرة والتشاؤم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٥ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا ينبغي للمسلم أن يتراجع عن فعل أمر هم به بسبب اعتقاده بأن هذا من باب الطيرة أو الشؤم، كما أنه لا يجوز أن يبني عليه شيئاً، ويجب عليه أن يحسن الظن بالله تعالى.

-
أما إذا تراجع عن فعل أمر بسب استخارة أو لمجرد زهده فيه أو لانصراف رغبته عنه، وعدم انشرح صدره بشرط أن لا يقترن هذا الفعل بتشاؤم أو بطيرة.

- وقد جاء في مسند البزار: من ردته الطيرة عن شيء فقد قارف الشرك. صححه الألباني في السلسلة.

- والطيرة منها ما هو شرك أكبر ومنها ما هو شرك أصغر ومنها ما هو مستثنى من التحريم.

- فإذا كان شركاً أصغر -أي ذنب كبيراً ولكنه لا يخرج عن الملة- وذلك إذا اعتقد المتطير أن الضار النافع إنما هو الله، ولكن المتطير به سبب لذلك الضر أو النفع، ووجه كونه شركاً أنه جعل سبباً ما لم يجعله الشارع سبباً.
 
- فلا يجب أن يعتقد الشخص المسلم ويعتمد على الطيرة والتشاؤم لأنه يدخل ذلك في الشرك.
فقد ذم الشارع الطيرة والتشاؤم وحذر منها، ففي الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الطيرة شرك.) رواه أحمد وصحّحه الألبانيّ.
فإذا كان التفاؤل بالطير والتشاؤم به مذموما فمن باب أولى أن يذم اعتقاد صدق توهم أنها تقوله وتخبر به من أمور المستقبل المغيبة.

- فيجب أن يظن المسلم الخير ويرجوه، ولا يعتمد لا أمر يخاف أن يقع له ولا أن يتفاءل بشيء يقع له.

وقد حبب ورغب الإسلام بالفأل وبالكلمة الطيبة الحسنة الصالحة وحث المسلم على حسن الظن بالله تعالى
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحسنها الفأل، ولا ترد مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك). رواه أبو داود.
 فيجب على المسلم أن لا يعتمد على الطيرة والتشاؤم وأن لا يلتفت إليها.

- وقد أدخل النبي صلى الله عليه وسلم الفأل في الطيرة فقال: (أحسنها الفأل).

- وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى اللجوء إلى الله تعالى، والاستخارة بأي عمل ينوي القيام به وأن يدعوا الله أن يتمم فعل الأمر إن كان خيرا له وأن يصرفه عنه إن كان شرا له.

- فالله تعالى هو الذي يقدر الأمور فهو الذي يأتي بالحسنات وهو الذي يذهب بالسيئات وهو الذي يأتي بكل خير،

- وأن كل ما يصيب المسلم من مسرة وأنس من أمور الدنيا والآخرة تكن من الله تعالى، وكل شر ومضرة لا تحصل إلا بأمر الله تعالى.

- قال العلماء: يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء، والغالب في السرور، والطِيَرة لا تكون إلا فيما يسوء. قالوا:
 
- والطيرة تدخل في سوء الظن بالله وبأنها قد توقع في البلاء، فإذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فإن ذلك شر له،

 وقد جاءت السنة النبوية وأرشدتنا إلى التخلص من هذا العمل الذي قلما تسلم فيه النفوس فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل. أي بسبب الاعتماد على الله تعالى والاستناد إليه.
 
وعليه: فإنه لا يجوز للمسلم أن يتشاءم من حدوث أي فعل ما أو أن يترك عمل يريد القيام بسبب الطيرة. 
وعليه أن يحسن الظن بالله تعالى وأن يردد دعاء اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك.