فضل ختمة القرآن :
ليس هناك حديث خاص بفضل ختم القرآن ، لكن فضيلة قراءة القرآن كاملاً وختمه يدخل ضمن عموم النصوص الشرعية التي تذكر فضيلة وأجر قراءة القرآن بشكل عام ومنها :
1. أن قارئ القرآن وتاليه ممن شهد الله له بالخيرية وأنهم يرجون تجارة رابحة ، كما قال الله تعالى في سورة فاطر : ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) ) .
2. كل حرف يقرؤه له فيه حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، فإذا كان عدد أحرف القرآن 320015 حرفاً ، فإن قارى القرآن كاملاً يحصل ما يساوي : 3200150 حسنة ! وهو أجر عظيم ولا شك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (رواه الترمذي)
3. يحصل قارئ القرآن فضيلة أن يكون من أهل الله وخاصته ، كما روي في الحديث " اهل القرآن هم أهل الله وخاصته " .
4. ينال قارئ القرآن وخاتمه البركة والشفاء وتيسير أموره والرزق في حياته .
قال تعالى في سورة الإسراء ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) ).
5. فيه تحصين له من الشيطان وشره ومن السحر وضره ، فقد جاء في الحديث أن الشيطان يخرج من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ، وسورة البقرة لا تستطيعها السحرة.
جاء في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( .. وَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ )
( حسنه الألباني).
6. قارئ القرآن يرتقي في الدرجات في الجنة يوم القيامة كما روي في الحديث ( يقال لقارئ القران ارق وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) ، والحديث حمله بعض العلماء على الحافظ ولكن القارئ له منه نصيب ولا شك .
7. قارئ القرآن الماهر فيه مع السفرة الكرام البررة ، والذي يشق عليه له أجران أجر القراءة وأجر المشقة كما روي في الحديث الصحيح أيضاً.
أما أحكام ختمة القرآن :
1. فيسن أن تكون النية مرتبطة من أول القراءة إلى آخرها على ختم القرآن .
2. أن يكون متوضئاً مستقبل القبلة .
3. أن يختار الأوقات الفاضلة إن تيسر مثل ثلث الليل الأخير ، أو عصر يوم الجمعة .
4. أن يجمع أهل بيته حتى يسمعوا الختمة ويحضروا بركة ختمها كما روي عن أنس بن مالك وبعض التابعين .
5. أن يدعو الله بعد نهاية قراءة سورة الناس بما فتح الله عليه ، وليس لختم القرآن دعاء خاص .
ولا يسن على الصحيح أن يقرأ بعد سورة الناس سورة الفاتحة وفواتح سورة البقرة ، فالحديث في ذلك ضعيف ، كما لا يشرع توزيع الحلويات ونحو ذلك .
والله أعلم