أيهما أفضل التسبيح أم الاستغفار أم قراءة القرآن في شهر رمضان؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إن ذكر الله تعالى كله خير فالتسبيح خير والاستغفار خير وقراءة القرآن خير، ولكن الأفضل هو قراءة القرآن الكريم، ولا يعني أن تترك التسبيح والاستغفار - فبد الصلوات وفي الأذكار الصباحية والمسائية لا بد من التسبيح والاستغفار لأنه ذكر مقيد في هذه الأوقات والحالات. فالاشتغال بأذكار الصلاة بعد السلام أفضل من الاشتغال بقراءة القرآن، وكذا الاشتغال بأذكار الصباح قبل الشروق وأذكار المساء قبل الغروب أفضل من الاشتغال بقراءة القرآن، لأن هذا هو الذكر الذي جاءت به السنة في تلك الأوقات وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
 
- أما تلاوة القرآن الكريم هي من أفضل أنواع الذكر المطلق لأن القارئ له بكل حرف عشر حسنات.
- فعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف". رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني 
 
- ومعلوم لدينا أن شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم تلاوة وحفظاً ومراجعة وتثبيتاً وفهماً وتفسيراً وتدبراً وخشوعاً.
- فقد نزل القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) سورة البقرة 185.

 - وكان السلف الصالح يتركون كل أشغالهم وعلومهم في رمضان ويتفرغون فقط للقرآن تلاوة وحفظاً.

- ولا بد للمسلم أن يكون له أكثر من ختمة للقرآن الكريم في شهر رمضان؟
فأقول لك ما يلي:
1- لا بد من تجديد النية الخالصة لوجه الله تعالى في التلاوة والختم - فبعض الناس يتسابق في الختم بدون أي فائدة من أجل أن يقول بين الناس أني ختمت القرآن كذا وكذا من الختمات!! فأنت تقرأ القرآن ليس من أجل الناس!!!

2- الجزء الواحد عبارة عن عشرين صفحة من القرآن الكريم ويأخذ من الوقت بقراءة الحدر مع الفهم والتجويد ما يقارب العشرين دقيقة - وقد تزيد وقد تنقص - يعني الثلاثة أجزاء يأخذن من وقتك ساعة واحدة فقط!!!

3- عليك بتقسيم وقتك فمثلاً: لو قرأت بعد السحور حتى صلاة الفجر جزء، وقبل صلاة الظهر جزء، وبعد صلاة العصر أو قبل الغروب جزء - فتكون قد قرأت ثلاثة أجزاء في اليوم بكل يسر وسهولة.
- وعليه فكل عشرة أيام سوف تختم ختمة لكتاب الله تعالى - هذا إذا كنت لا تعمل -.

4- أما إذا كنت تعمل: فيكون التقسيم كالسابق ولكن جزء صلاة الظهر ممكن أن تقرأه في الليل قبل النوم بثلث ساعة.

- ولكن ينبغي قبل التفكير في ختم القرآن هو التفكير في تجديد التوبة الصادقة قبل رمضان وأن يكون صيامك وفق ما أراد الله تعالى إيماناً واحتساباً لوجه الله تعالى، وأن يكون الفهم والتطبيق والتجويد ملازماً للتلاوة، وليس شرطاً أن تختم القرآن أكثر من مرة - وإن كان هو الأفضل - فلو ختمته مرة واحدة مع الفهم والتفسير والدبر والخشوع والتطبيق فقد يكون أنفع من تلاوة تخلو من هذه الأمور.

ولا شك أن هناك فضائل كثيرة لختم القرآن الكريم منها:

1. إن قارئ القرآن ممن شهد لهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالخيرية وأنهم يربحون تجارة لن تبور
-قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) سورة فاطر (29-30).
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه أبو داود والترمذي

2. أن أهل القرآن الذين يتلونه أناء الليل وأطراف النهار ويعملون به هم أهل الله وخاصته، كما روي في الحديث " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته "أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.

3. الرقي في الدرجات العليا في الجنة يوم القيامة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (يقال لقارئ القرآن ارق وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)
أخرجه الترمذي. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة