من هو أفضل الأعمال في الثلث الأخير من الليل الصلاة أم الدعاء أم قراءة القرآن؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الثلث الأخير من الليل من الأوقات الفاضلة التي يشرع تحريها بالعبادة والقربة إلى الله :
 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ( متفق عليه )  

وقد شرع تحري هذا الوقت بالدعاء والاستغفار كما في الحديث السابق ( من يدعوني .. من يستغفرني ..) ، وفي القران ( وبالأسحار هم يستغفرون )

وشرع تحريها بالصلاة أيضا كما في حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال : (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ) ( رواه مسلم ) .

أما أي الأعمال أفضل في هذه الساعة :
فأولا : الأفضل والأولى أن يجمع بين هذه العبادات ، فيصلي التهجد في الثلث الأخير من الليل ، فهو إذا صلى في هذه الساعة جمع بين الصلاة والدعاء والاستغفار والذكر ، فيجتهد في الدعاء في سجوده بالدعاء وطلب حوائجه والاستغفار . فهذا من أفضل الأعمال .
والنبي عليه الصلاة والسلام كان محافظا على قيام الليل والصلاة فيه ، لأن الصلاة تجمع الخير كله .

ثانيا : قد لا يستطيع البعض الجمع بين الثلاث الأمور ، أو قد يشق عليه أو يكون أقل حضورا في الصلاة مثلا ، فالأفضل في حق من كانت هذه حاله ما كان فيه أخشع وأقرب إلى الله وقلبه أشد حضورا ، فقد يكون البعض أكثر حضورا في الصلاة والسجود ، وقد يكون البعض لا يصبر على الصلاة وإنما يحب قراءة القران ، وآخر قد يجد حضور قلبه في الذكر ، فالأول يقال له حافظ على الصلاة ، والثاني يقال له صل ما استطعت ثم أقبل على القران ، والثالث يقال له صل ما استطعت ثم أقبل على الذكر والاستغفار لتكون ممن ينطبق عليهم قوله تعالى ( وبالأسحار هم يستغفرون ) .

عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ ثُمَّ يَقُولُ: يَا نَافِعُ أَأَسْحَرْنَا؟، فَأَقُولُ: لَا فَيُعَاوِدُ الصَّلَاةَ، فَإِذَا قُلْتُ: نَعَمْ، قَعَدَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَدْعُو حَتَّى يُصْبِحَ " .

وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَخْرُجُ مِنْ نَاحِيَةِ دَارِهِ مُسْتَخْفِيًا وَيَقُولُ: " اللَّهُمَّ دَعَوْتَنِي فَأَجَبْتُكَ، وَأَمَرْتَنِي فَأَطَعْتُكَ، وَهَذَا السَّحَرُ فَاغْفِرْ لِي، فَقِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ: وَهَذَا السَّحَرُ فَاغْفِرْ لِي؟، فَقَالَ: إِنَّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ سَوَّفَ بَنِيهِ أَخَّرَهُمْ إِلَى السَّحَرِ .

والله أعلم

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة