نستطيع أن نستنتج أن سيد الطعام والإدام في الدنيا هو : ( اللحم ) لسببين هما :
1- لأنه كان محبباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم - فكان يحب الثريد من الطعام - وهو اللحم مع الخبز .
2- لأن الله تعالى الله قد ذكره في كتابه العزيز بأنه من نعيم الجنة الذي أعده الله تعالى لعباده المتقين ، فقال تعالى : (وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)[سورة الطور:22]، وقوله تعالى: (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) [سورة الواقعة:21].
- أما الأحاديث التي وردت في التصريح بأن سيد طعام الدنيا هو اللحم فكلها ضعيفة ومنها :
1- عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم) ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه والسلسلة الضعيفة بقوله: ضعيف جدًّا.
2- عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة ) رواه الطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الطب، والبيهقي في شعب الإيمان قال الطبراني عَقِبَهُ: لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن بريدة إلا أبو هلال، ولا رواه عن أبي هلال إلا أبو عبيدة الحداد، تفرد به أبو سعيد. هذا وقد رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بالإطلاق: خير الإدام اللحم، وهو سيد الإدام. وكل هذه الأحاديث وغيرها مما هو في معناها ضعيف جدا أو موضوع، كما جزم بذلك الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة.
- أما بالنسبة لسيّد الطعام في الجنة : فورد أن أهل الجنة أول ما يدخلون الجنة تكون ضيافتهم ( زيادة كبد الحوت ) فأول ما يأكلون من الجنة تلك الزيادة،
- فعن ثوبان- رضي الله عنه - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن حبرا من أحبار اليهود جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم يختبره عن بعض المسائل ، فجاء في حديثه :
( قَالَ الْيَهُودِيُّ : فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ؟
قَالَ : زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ ( الحوت ) وهي القطعة المنفردة المتعلقة في الكبد ، وهي أطيبها "
قَالَ : فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا ؟
قَالَ : يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا .
قَالَ : فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ ؟
قَالَ : مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ...إلى آخر الحديث )
رواه مسلم
- فبيّن لنا هذا الحديث أن ضيافة أهل الجنة زيادة كبد الحوت ، وأن أول طعامهم لحم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها .
- وبهذا نستنتج أيضاً بأن سيّد طعام أهل الجنة هو اللحم والفاكهة .
- أما بخصوص الحكمة من ضيافة أهل الجنة ( زيادة كبد الحوت ) فهذا لا يعلمه إلا الله تعالى، رغم أن بعض العلماء اجتهد في الحكمة فقالوا : إن في ذلك إشارة إلى نهاية الدنيا التي هي دار الزوال ، والانتقال إلى الجنة التي هي دار القرار ، لأن الحوت من الحيوانات المائية التي تشير إلى عنصر الحياة في الأرض ، والثور من الحيوانات البرية التي تشير إلى الحرث والكسب في الأرض ، فاستطعام أهل الجنة منهما إشارة إلى نهاية الدنيا وبداية الآخرة . "روح المعاني " ، للألوسي
- أما بخصوص فوائد زيادة كبد الحوت الطبية في طعام أهل الدنيا فهي كثيرة ، ذكرها بعض الأطباء والمتخصصون في التغذية ، ويذكرون من ذلك : تخفيض نسبة الكولسترول في الدم ، وتخفيض الدهون في الجسم ، وتخفيف آلام المفاصل ، وهو غني بفيتامين (د) الذي له فوائد كثيرة .