ماذا لو تم تجميع كل الأموال في العالم و إعادة توزيعها بالتساوي ؟

من الناحية الاقتصادية توزيع المال على سكان الأرض بالتساوي سيكون له مردوده السلبي بشكل كبير، حيثُ سيقل الإنتاج وسيصل إلى مراحل من الركود كما ستنحسر الأعمال وستتوقف الكثير من المصانع فإن اكتفى النجار بقدره من المال ستختفي مهنة النِّجارة وبالتالي من سيقوم بإنتاج وتصنيع الأثاث؟
أيضاً لو اكتفى المعلم بالمال الذي سيحصل عليه والذي من أجله يستيقظ مبكراً للذهاب إلى المدرسة فلو فعلاً تحقق ذلك من سيعلِّم التلاميذ؟ أيضاً الطبيب والمهندس ورجل الأمن والحدَّاد والكهربائي وغيرهم لو حصلوا على اكتفائهم من المال من سيؤدي المهام الضرورية للمجتمع؟ إذن ستُشل الحياة وستتوقف ولن تسير عجلة الانتاج وسيقل الإبداع والابتكار، فمن حكمةِ الله -تعالى- في هذا الكون أنه هو من قام بتقسيم الأرزاق وجعل الناس يبحثون في الأرض لإيجاد قوت يومهم، فإذن مسألة توزيع الأموال بالتساوي خطيرة على المجتمع بل على البشرية جمعاء وسيصبح حال الكثير من الناس في وضع من الخمول والركود والضعف في إيجاد الحلول وهذا بدوره سيشكل كارثة على العالم بأسرِه.

انظر يا صديقى هذا سؤال رائع جدا وينبع من شخص يفكر فى حل مشاكل العالم عن طريق تجميع الاموال العالميه واعاده توزيعها او اعاده توزيع الثروات هذا جميل جدا يا صديقى ولكنه فى المدينه الفاضله فى الحلام وليس الحقيقه لانك تعلم ان الله سبحانه وتعالى اخبرنا انه هناك خير وشرا وهناك اناس طيبين وهناك نفوس سيئه لذلك كل واحد بما ينبت عليه فتجد من المستحيلات اقناع الاغياء جدا بمثل هذه الجمله لذلك يجب ان تحاول ان تصع لنفسك مكان حقيقي بين هؤلاء وان تبدأ ان بمساعده المحتاج لانك تعرفهم جديا لحسن خلقك وطيبتك ووجود الخير بداخلك

 أحببت في هذا السؤال أنه أخذني إلى عالم حقيقة احترت في تصنيفه... 

راودني سؤال هل ستحل مشكلة الفقر حينها؟ هل سيمتلك الجميع نفس فرص العيش الكريم؟ 

 إن كان الجواب نعم...فهذا سيأخذني إلى سؤال آخر ؛ هل من العدل أن يتساوى ذلك الكسول أو من يفضل أن يقضي حياته في وظيفته بدخل محدود مع ذلك الذي يعمل ليلاً نهاراً من اجل أن يغير نفسه وظروفه بل العالم اجمع؟ 

إذا كان الجواب لا، فهذا أيضاً سيأخذني إلى سؤال آخر؛ هل من العدل أن يكون هناك فقراء بلا طعام ؟ ومرضى بلا دواء؟ وأطفال بلا تعليم؟ 

طبعاً لا، لكن الحل هنا ليس بتوزيع الاموال في العالم بالتساوي بل بتطبيق القواعد الإنسانية التي تقوم على العدالة والتكافل الاجتماعي والتي جاءت الديانات السماوية تدعمها؛ كقانون الزكاة الموجود في الإسلام. 

 

حقيقة لا أستطيع أن أرى ذلك العالم الذي تتوزع فيه الأموال بالتساوي فالعدل في ذلك منقوص، وإن كان بالفعل موجود فإن الصفات البشرية التي تطلب دائماً المزيد ستعيد توزيع المال نحوها، وتلك النفوس التي تملأها الشجع والسيطرة ستعاود الظلم ونقل الأموال عندها... 

باعتقادي أن المحرك الحقيقي لنا هو الاخلاق وليس الأموال...