ما هي أجمل القصص من حياة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم عن استشعار رقابة الله في السر والعلن

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٧ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
من أجمل الأحاديث والقصص التي تتحدث عن مراقبة الله تعالى في حياة الصحابة رضوان الله عليهم هي:

أولاً: قصة صاحب الطعام: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه - أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟ »، قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي». رواه مسلم.

ثانياً: حديث الثلاثة الذين سدت الصخرة عليهم مدخل الكهف وتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم قال أحدهم: «اللهم كانت لي بنت عم كانت أحبَّ الناس إلي، فأردتها عن نفسها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قَدَرْتُ عليها قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقِّه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها... » متفق عليه.

ثالثاً: قصة عمر بن الخطاب رضي الله عندما سمع المرأة تتحدث مع ابنتها عن خلط الحليب بالماء، وقد ورد في الأثر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه مرّ بامرأة تريد من ابنتها أن تخلط اللبن بالماء سمع ابنتها تقول لها: إن أمير المؤمنين نهى عن ذلك! فقالت: وأين أمير المؤمنين؟ إنه لا يرانا. فقالت البنت: ولكن الله يرانا.

رابعاً: قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع راعي الغنم. يقول عبد الله بن دينار رحمه الله: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة، فعَرَّسْنا في بعض الطريق، فانحدر عليه راع من الجبل، فقال له: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم؟ فقال: إني مملوك. فقال: قل لسيدك: أكلها الذئب؟ قال: فأين الله؟ فبكى عمر رضي الله عنه ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه، وأعتقه وقال: "أعْتَقَتْك في الدنيا هذه الكلمة، وأرجو أن تعتقك في الآخرة"

خامساً: ومن أجمل القصص في استشعار مراقبة الله تعالى والخوف منه ما حصل في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
حيث جاء رجل من البيداء يأتي إلى الفاروق عمر بن الخطاب يقوده شابان حتى أوقفاه أمام عمر بن الخطاب قال عمر: ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، إن هذا الرجل قتل أبانا، قال عمر: أقتلت أباهم؟ قال: نعم قتلته، قال: كيف قتلته؟ قال: دخل بجمله في أرضي، فزجرته فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً وقع على رأسه فمات، قال عمر: القصاص، النفس بالنفس، قال الرجل: يا أمير المؤمنين، أسألك بالذي قامت به السموات والأرض أن تتركني ليلة لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية فأخبرهم بأنك سوف تقتلني ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا، قال عمر: من يكفلك أن تذهب إلى البادية ثم تعود إلي، فسكت الناس جميعاً، فالتفت عمر إلى الشابين وقال لهما: أتعفوان عنه؟ قالا: لا، من قتل أبانا لا بد أن يقتل.

- فقام أبو ذر الغفاري وقال: يا أمير المؤمنين أنا أكفله، قال عمر: هو قتل يا أبا ذر، قال: ولو كان قتلاً، قال: أتعرفه؟ قال: ما أعرفه، قال: وكيف تكفله؟! قال: رأيت فيه سمات المؤمنين، فعلمت أنه لم يكذب، وسيأتي إن شاء الله، قال عمر: يا أبا ذر، أتظن أن الرجل إذا تأخر بعد ثلاث، أني تاركك، قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين، فذهب الرجل وأعطاه عمر ثلاث ليال، يهيئ فيها نفسه ويودع أطفاله وأهله وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه، وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد، وفي العصر نادى في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء الشابان واجتمع الناس، وأتى أبو ذر، وجلس أمام عمر قال عمر: أين الرجل؟ قال: ما أدري يا أمير المؤمنين، فسكت الصحابة واجمين، وعليهم من التأثر ما لا يعلمه إلا الله، لأن هذا الرجل إن تأخر إلى الغروب فسوف يقتل أبو ذر وقبيل الغروب بلحظات يأتي الرجل فيكبر عمر ويكبر المسلمون، فيأتي الرجل ويقف أمام عمر فيقول عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك، قال: يا أمير المؤمنين، والله ما عليّ منك ولكن عليّ من الذي يعلم السر وأخفى!!.

-ها أنا ذا يا أمير المؤمنين تركت أطفالي في الصحراء كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية وجئت لأقتل.

الله أكبر إنها الرقابة لله، ترك أهله وأولاده من أجل الله لأنه يعلم بأن الله يراه ولأنه يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه.

نظر عمر ودموعه تسيل على لحيته وقال للشابين: ماذا تريان؟ فقالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين. الله أكبر من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن حفظ الله حفظه الله في الدنيا والآخرة هذه سنة الله سبحانه وتعالى.