من يرتكب ذنباً مع معرفته لحرمة الذنب، يُعتبر عاصياً، ومن وقع في معصية فعليه عقوبتها.
فإن كان شخص قام بالمعصية بمعرفته واعتقاده كونها معصية، وفيها مخالفة لأمر الله سبحانه، فعليه الاستغفار والتوبة من ذنبه وعدم الرجوع له، ولا يعتبر كافراً بارتكابه الذنب رغم معرفته بحرمته، مثلاً إذا ارتكب شخص الزنا مع معرفته بان الإسلام قد حرمه، فيجب تطبيق حكم الرجم فيه إن كان في دولة مسلمة، وإلا عليه التوبة والاستغفار وترك الزنا المحرم، وهو بهذا الفعل يكون مسلماُ عاصياً، لا يخج من الملة.
أما إن ارتكب شخص معصبية ما وهو يعتق بحلها، فهو كافر أنكر ما أمر الله به، مثل أن يرتكب شخص الزنا ويعتقد بحله أو شرب الخمر وقال بأنه حلال، فهو كافر عند العلماء.
وقد قال الله تعالى:" وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ " سورة النساء/48، ووفي هذا أن الله سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء الذنوب وما على العاصي إلا أن يستغفر لأي ذنب اقترفه حتى لو كان يدرك حرمتها وقت إقدامه عليها. وذلك عملاً بالآية الكريمة:" وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" والجهالة في الآية ليس المقصود بها الجهل بكون الفعل ذنباً أو حراماً، فقد ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم أن كل ذنب يقع من العبد فهو بجالهة، أي مجرد ارتكاب المعصية يعتبر جهلاً سواء كان الفاعل يعرف حرمة الفعل أم لا.
وهناك من قال أن جهالة في الآية، أي أن المرء جاهل بعقاب الله وسخطه عليه،وجهل منه بنظر الله ومراقبته له أثناء قيامه بالمعصية، وهذا الجهل سببه نقص الإيمان أو عدمه، وبهذا كل عاصٍ فهو جاهل، والعلم بالتحريم شرطُ لوقوع المعصية، فمن اقترف معصية بغير علم لا يعتبر عاصياً لعدم معرفته بالحكم.
المصدر
موقع الشيخ ابن باز