حكمه أن يتوب إلى الله توبة نصوح وأن يتوضأ ويحسن الوضوء ويصلي ركعتين لله تعالى.
-ففي هذا الحديث العظيم يخبرنا الصحابي علي بن أبي طالب نقلا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: "ما مِن عَبدٍ يرتكب ذَنبًا صغيرًا كانَ أو كبيرًا، فيتوضأ ويحسن الوضوء ثم يقومُ فيصلِّي رَكعتَينِ، على أن تكون الرَّكعتانِ بِنيَّةِ الاستغفار والتوبةِ عن الذنب الذي ارتكبه، ثم يَستغفِرُ اللهَ، من ذلك الذنب، إلَّا غَفر اللهُ له ذنبه".
- فالله تبارك وتعالى غني عن عبادتنا وعن قيامنا وصيامنا، فليلة القدر تعتبر من أفضل ليالي العام على الإطلاق، وفيها فضائل كثيرة وعظيمة ومن جهل فضلها وأضاعها يعتبر من الخاسرين.
- وإن ارتكب إثما ومعصية في هذه الليلة المباركة ولم يسارع إلى التوبة والاستغفار نال من الله تعالى العقاب الشديد.
-ولا شك أن للزمان والمكان علاقة بالطاعة أو بالمعصية فالطاعة في البيت الحرام مضاعفة عن غيرها في مكان آخر ، وكذلك فالمعصية في البيت الحرام مضاعفة عن غيرها من المعاصي في أماكن أخرى، فكذلك الطاعة في ليلة القدر مضاعفة وتجزئ عن عبادة أربع وثمانين عاماً!! وكذلك المعصية مضاعفة والله تعالى أعلم.
وفي حديث أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (مَن لم يَدَعْ قَولَ الزُّورِ والعَمَلَ به، والجَهْلَ؛ فليس للهِ حاجةٌ أن يدَعَ طعامَه وشَرابَه) رواه البخاري
والمقصود بقول الزُّورِ: أي الكَذِبُ. والجَهلُ: السَّفَهُ، والعَمَلُ به: أي بمُقتَضاه وقيل: الجهلُ هو الظُّلم.
- فالمسلم الفطن يجاهد نفسه عن المعاصي في كل الأوقات فكيف في شهر رمضان وفي أفضل وأعظم يوم وليلة وهي ليلة القدر؟؟
-فمن معالم الإيمان التوبة والندم والاستغفار على ذنب ارتكبه صاحبه وأن يعزم على عدم العودة إليه. كما أنه ينبغي على الصَّائِم أن يجتنب المعاصي. لأن المعاصي تجرَحُ الصَّومَ، وتَنقُصُ الأجْرَ وتنقص من أجره،
ومن بين الأمور التي ينبغي على المسلم اجتنابها:
الغِيبةِ، والكذب والنَّميمةِ، والغِشِّ، والسُّخريةِ مِنَ الآخَرينَ، وسماعِ الأغاني، وأن يبتعد عن المحرمات والنظر إليها وغيرِ ذلك مِن أنواعِ المعاصي والمُنكَراتِ.
-فالمسلم يجب عليه أن يتيقن بأن شهر رمضان هو مدرسة عظيمة وجليلة لأن الصائمين يكتسبون فيه فضائل عظيمة ويتركون الخصال الذميمة.
-وأن معظم المسلمين يبدون صيامهم بالطاعات ويعزمون على ترك المعاصي والذنوب ونرى الكثير الكثير مما نوى أن يستغل هذا الشهر العظيم بصيامه وقيامه
- كما أنَّه ينبغي على الصَّائِم الذي امتنَعَ عن المُباحاتِ مِنَ المفطِّراتِ، وابتعَدَ عن جميعِ المحرَّمات؛ أن يكون همه الأكبر هو الاشتغالُ بالطَّاعاتِ؛ كقراءةِ القُرآنِ الكريمِ، وكثرةِ الذِّكرِ، والدعاءِ، والإحسانِ إلى الآخَرينَ.
- وأن يكثر من دعاء اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا وأن يسأل الله تعالى في صلاته وقبل إفطاره أن يبلغه ليلة القدر