حينما يبغض الله عبداً يكون هذا العبد قد وصل إلى مراحل ودرجات عالية من الفجور والتكبُّر والبغي في الأرض، لا نريد أن نغوص وأن نتعمق في الإفصاح عن آلية وكيفية بغض الله للعبد، لأن الله - تعالى - له حكمته وقدرته وهو الأعلم بمصير عباده.
لكن ربما بعض الدلائل التي من شأنها أنو توحي بمدى بغض الله - تعالى - لهذا العبد، ومنها:
- سوء الخاتمة في الحياة الدنيا.
- عدم القدرة على تلقينه الشهادتين عند الموت.
- الهم والضيق والضَّنك المتواصل وبثَ حبُّ الدنيا وشهواتها وملذَّاتها في قلب هذا العبد.
- يشغله في نفسه وعن طاعته ويدخله في دوامه لا يستطيع أحد إخراجه منها إلا الله.
- السعي خلف رضاه - سبحانه - ورضا الوالدين ولا يمكن أن يظفر بذلك.
الله - تعالى - رحيم بعباده، ربَّما وكما قلت في البداية أن المرحلة الفعلية لبغض الله لعبده تأتي بعد عديد من المراحل فالله - تعالى - قد كتب في اللوح المحفوظ عنده أنَّ رحمته قد سبقت عذابه، وبالتالي هذا الكلام ليس نقيضاً للبنود السابقة ولكن أريد أن أُشير لنقطة مهمة وهي أنَّ الأمور التي تتعلق بالله - عز وجل - وكيفية تصرُّفه مع عباده وآلية التعامل معهم لا نعلمها وهو الذي فقط يعلمها، فالأحرى أن نترك مصير العباد لربِّ العباد.