قنوط العبد من رحمة الله كبيرة من كبائر الذنوب ، لإن فيها جهلا بالله ورحمته وقدرته :
- قال تعالى (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) ( الحجر ، 56 )
- وقال تعالى ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ( يوسف ، 87 )
- وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :"الكبائر؛ الإشراكُ بالله، والأمْن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من رَوْح الله". (أخرجه الطبراني وصححه الألباني ).
ومن الصفات أو العلامات التي تدل على قنوط العبد من رحمة الله :
1. توقفه عن دعاء الله وسؤاله ورجاءه قضاء حاجاته أو تفريج كرباته ، لتأخر إجابة دعائه فيقع في اليأس والقنوط ويظن أن الله لا يستجيب له فينقطع عن الدعاء .
2. سوء ظنه بالله ونسبته الظلم إلى الله سبحانه أو الاعتراض على قضاء الله .
3. الإحباط وتوقفه عن النظر في الأسباب التي قد تخرجه ممن الأزمات أو الابتلاءات لظنه أنه كما يقولون " تعيس الحظ " !
4.محاولته الانتحار وسخطه الدائم على الحياة وتذمره من كل شيء يصيبه .
5. إسرافه في المعاصي لظنه أنه لا يغفر الله له ما أسرف على نفسه من الذنوب والمعاصي فيزيد في معصيته وغوايته لظنه لا فائدة من التوبة والاستغفار .
فهذه بعض مظاهر القنوط من رحمة الله وسببها الرئيس كما قلنا هو الجهل بالله وسعة رحمته وواسع قدرته وضعف الإيمان بالقضاء والقدر وجهل حكمة الله وسنته في الكون ، وضعف الإيمان باليوم الآخر .
والعلاج يتلخص في تقوية العبد إيمانه بربه وتقربه منه وتعرفه عليه وعلى صفاته وأسمائه ، وتدبره في باب القضاء والقدر .
قال تعالى ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه )
قال أحد التابعين في تفسير هذه الآية : هو العبد تصيبه المصيبة فيرضى بقضاء الله ويسلم فيشرح الله له صدره .
وقال تعالى ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يجب كل مختال فخور ) ( الحديد ، 22-23 ).
فكل ما يصيب العبد من خير او شر فهو مما قدره الله قبل أن يخلق السماوات والأرض ، فهذا الإيمان يصرف عن العبد البطر والخيلاء عند النعمة أو اليأس والقنوط عند المصيبة .
والله أعلم